لماذا يطرح نتنياهو هذا الشرط الآن..؟
هل يطرحه لاجهاض عملية السلام وقتل حماسة ادارة باراك أوباما لاقامة سلام شامل في الشرق الأوسط قبل أن تفعل فعلها؟ أم يطرحه بدافع عنصري يهدف الى تطبيق شعار مؤسس الكيان الاسرائيلي دافيد بنغوريون حول ((الدولة اليهودية الخالصة)).
من يعرف نتنياهو على حقيقته كيميني عنصري متشدد ومتطرف حيال الفلسطينيين والعرب ومفهوم الدولة والسلام, يدرك أن طرح هذا الشرط الآن يجمع الهدفين معاً: تعطيل عملية السلام وقتل الحماسة الأميركية والتهيؤ لتطبيق شعار يهودية اسرائيل ترجمة لنزعته العنصرية بترحيل عرب 48 على نحو ما كشفت عنه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بقولها: ان الحفاظ على الطابع اليهودي لاسرائيل يتطلب ترحيل عرب 48.
فنتنياهو صاحب طروحات السلام مقابل السلام والسلام مقابل الأمن والسلام مع الاستيطان وكلها طروحات جوفاء أراد بها اجتزاء السلام من حقائقه, تماماً كما يعرض اليوم مقايضة السلام مع الفلسطينيين باعترافهم بيهودية اسرائيل ليوفر هذا الاعتراف غطاءً شرعياً لمخطط ترحيل عرب 48 عن أراضيهم وديارهم مقابل سلام اجوف لا يلبث نتنياهو أن يفصح عن شكله الفارغ بما سيطرحه من شروط تعجيزية لاحقاً ليس أقلها استبدال مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة بمشروع حكم ذاتي يبقي السيطرة لاسرائيل على الأرض, وابقاء الكتل الاستيطانية مزروعة داخل الأراضي الفلسطينية واستبدال حق الاستقلال والتحرر بتعاون اقتصادي يصب في مصلحة اسرائيل.
إن نتنياهو يعرف أن الفلسطينيين سيقابلون هذا الشرط السخيف بالرفض لأنه يناقض حقائق الصراع وجوهر السلام ومطالبهم العادلة, وقد طرحه الآن وبالتزامن مع جولة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشيل من أجل سقف التحرك الأميركي بمثل هذا الشرط وتعطيل عملية السلام وتحميل مسؤولية ذلك الى الفلسطينيين بذريعة أنهم هم الذين رفضوا عرضه, وأن اسرائيل قدمت ما عليها وبهذا تتكشف الخيوط الأولى لسياسة المناورة التي يهيء نتنياهو نفسه لممارستها حيال جهود السلام والزخم الأميركي فيها.