تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الشروط التعجيزية

أخبـار
الإثنين 20-4-2009م
محمد خير الجمالي

حرص رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو على تقديم رؤيته للسلام مع الفلسطينيين بشرط تعجيزي هو الطلب منهم أن يعترفوا باسرائيل ((دولة يهودية)) قبل الحديث عن دولتين لشعبين.

لماذا يطرح نتنياهو هذا الشرط الآن..؟‏

هل يطرحه لاجهاض عملية السلام وقتل حماسة ادارة باراك أوباما لاقامة سلام شامل في الشرق الأوسط قبل أن تفعل فعلها؟ أم يطرحه بدافع عنصري يهدف الى تطبيق شعار مؤسس الكيان الاسرائيلي دافيد بنغوريون حول ((الدولة اليهودية الخالصة)).‏

من يعرف نتنياهو على حقيقته كيميني عنصري متشدد ومتطرف حيال الفلسطينيين والعرب ومفهوم الدولة والسلام, يدرك أن طرح هذا الشرط الآن يجمع الهدفين معاً: تعطيل عملية السلام وقتل الحماسة الأميركية والتهيؤ لتطبيق شعار يهودية اسرائيل ترجمة لنزعته العنصرية بترحيل عرب 48 على نحو ما كشفت عنه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بقولها: ان الحفاظ على الطابع اليهودي لاسرائيل يتطلب ترحيل عرب 48.‏

فنتنياهو صاحب طروحات السلام مقابل السلام والسلام مقابل الأمن والسلام مع الاستيطان وكلها طروحات جوفاء أراد بها اجتزاء السلام من حقائقه, تماماً كما يعرض اليوم مقايضة السلام مع الفلسطينيين باعترافهم بيهودية اسرائيل ليوفر هذا الاعتراف غطاءً شرعياً لمخطط ترحيل عرب 48 عن أراضيهم وديارهم مقابل سلام اجوف لا يلبث نتنياهو أن يفصح عن شكله الفارغ بما سيطرحه من شروط تعجيزية لاحقاً ليس أقلها استبدال مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة بمشروع حكم ذاتي يبقي السيطرة لاسرائيل على الأرض, وابقاء الكتل الاستيطانية مزروعة داخل الأراضي الفلسطينية واستبدال حق الاستقلال والتحرر بتعاون اقتصادي يصب في مصلحة اسرائيل.‏

إن نتنياهو يعرف أن الفلسطينيين سيقابلون هذا الشرط السخيف بالرفض لأنه يناقض حقائق الصراع وجوهر السلام ومطالبهم العادلة, وقد طرحه الآن وبالتزامن مع جولة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشيل من أجل سقف التحرك الأميركي بمثل هذا الشرط وتعطيل عملية السلام وتحميل مسؤولية ذلك الى الفلسطينيين بذريعة أنهم هم الذين رفضوا عرضه, وأن اسرائيل قدمت ما عليها وبهذا تتكشف الخيوط الأولى لسياسة المناورة التي يهيء نتنياهو نفسه لممارستها حيال جهود السلام والزخم الأميركي فيها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 993
القراءات: 974
القراءات: 916
القراءات: 1044
القراءات: 1009
القراءات: 979
القراءات: 981
القراءات: 939
القراءات: 1137
القراءات: 1027
القراءات: 1052
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1109
القراءات: 1042
القراءات: 1026
القراءات: 1096
القراءات: 1099
القراءات: 1151
القراءات: 1171
القراءات: 1093
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1288
القراءات: 1119

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية