ففي أفغانستان اعتبر الإعلام الأميركي- الغربي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي طلاب حرية واستقلال وهذا الشعار ألصق بكل التنظيمات الإرهابية الوليدة التي لا تخرج عن طاعة سيدها الأميركي بدءاً من شرق آسيا ومروراً بغربها ووسط أوروبا وليس انتهاء بشمال إفريقيا، حيث تحولت صور بعض الإرهابيين في ليبيا إلى أيقونات في صالات العرب تستمد منها أنفاس الحرية!!.
في أغلبية الإعلام الغربي يمنع نشر مشاهد الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية وما زالت في كل أنحاء العالم وهذا الأمر ليس بريئاً على الإطلاق وحجته أقبح من ذنب وهدفه الجوهري هو عدم انكشاف أمر هذه التنظيمات أمام شعوب هذه الدول ودعم حكوماتها لها.
في كل مرحلة يتلون تعاطي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وأدواتهم في العالم مع التنظيمات الإرهابية التي تدعمها حسب طبيعة المرحلة، ففي أفغانستان كان الإرهابيون طلاب حرية واستقلال، وفي البوسنة والهرسك كانوا ثواراً وضحايا، وفي إيران اعتبروا مضطهدين، وفي سورية واليمن وليبيا صوروا على أنهم ثوار وطلاب حرية والبديل لحكومات هذه الدول، وفي العراق لم يصف الإعلام الغربي تنظيم داعش بالإرهابي بل (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام).
آخر ما تفتقت عنه مخلية الدول الراعية للإرهاب هو المساواة من الناحية القانونية بين الحكومات الشرعية وبين التنظيمات الإرهابية الممولة من الخارج والمدرج بعضها على قوائم الإرهاب الدولية وهو ما عبرت عنه بريطانيا بشكل صلف في مجلس حقوق الإنسان عبر تقديمها مشروع قرار حول الوضع في سورية تحاول فيه وضع الحكومة الشرعية والتنظيمات الإرهابية على سوية واحدة في المحافل الدولية.
هذه المحاولة البريطانية خطوة بائسة في مسار يخضع لعمليات تجميل مستمرة من قبل رعاة الإرهاب الذين يطرقون كل الأبواب لزرع جواسيسهم وعملائهم في الأماكن المستهدفة لأنه من الناحية القانونية لا فرق بين الإرهابي ومن يموله ويدعمه ويدافع عنه سياسياً وإعلامياً، وتندرج في هذا السياق محاولات واشنطن وتركيا ولندن وباريس لتسويق المدافعين عن التنظيمات الإرهابية في سورية على أنهم دعاة حرية وإصلاح وهم في الحقيقة مسؤولون بشكل مباشر عن إزهاق أرواح السوريين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم.
مع الأسف إن محاولات بعض الدول الغربية شرعنه الإرهاب تجد أحياناً صدى لها في الدول المستهدفة نفسها الأمر الذي بدا واضحاً في شعارات (الربيع العربي) حيث كانت أغلبية الشعارات تتحدث عن الحرية والمساواة بينما أدوات تحقيقها عبارة عن مجموعات مسلحة سرعان ما انكشف طابعها الإرهابي وارتباطها بأجندات خارجية.
لا شك أن شعوب الدول المستهدفة بالربيع العربي أصبحت على قناعة بأن (ربيعها) لم يكن هدفه الحرية والمساواة والديمقراطية إطلاقاً ويأتي إقرار لجنة شكلها الكونغرس الأميركي بأن هدف الولايات المتحدة في سورية لم يكن القضاء على داعش أو نشر الديمقراطية والحرية بل هو (أمن إسرائيل) لـيؤكد هذه القناعة وينزع أي شك حولها.
ويقدم النظام التركي المنخرط بشكل مباشر في دعم الإرهاب كل يوم عشرات الأدلة على ما خلصت إليه لجنة الكونغرس وآخر الأدلة دعمه النوعي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب وتجريف وسرقة الآثار السورية التي وثقتها الكاميرات في مدينة عفرين وابتلعت المنظمات الدولية المعنية لسانها تجاهها.
ا