تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظار الضغط الأميركي

أخبـــــــــــار
الاثنين 13-4-2009م
محمد خير الجمالي

في ضوء معرفته بالمواقف المتشددة لليمين الاسرائيلي من السلام, قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة ستجعل السلام اكثر صعوبة مع الفلسطينيين.

وهاهو وزير خارجية هذه الحكومة افيغدور ليبرمان يؤكد هذه الحقيقة بتصريحاته التي يرفض فيها كل ما تم التوصل اليه عبر محادثات السلام من مؤتمر مدريد حتى انا بوليس, لينتهي اخيرا الى مطالبة اميركا والغرب بعدم التدخل في السياسة الاسرائيلية ردا على تأييد اوباما ودول الغرب لفكرة حل الدولتين , وكأن الصراع العربي الاسرائيلي مسألة تتعلق باسرائيل وحدها ولا علاقة للعرب والغرب واميركا بحلها.‏

والسؤال هنا هو: اذا كانت حكومة اليمين الاسرائيلي ستجعل السلام اكثر صعوبة , وبدأت بالفعل تظهر رفضها لمبادئ السلام واي موقف اميركي واوروبي يؤيد حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس, فكيف يمكن حمل حكومة نتنياهو على تغيير موقفها لجعل السلام سهلا ...؟‏

قد ترى اميركا ويوافقها البعض في ان الحوار مع حكومة نتنياهو وسيلة ممكنة لتليين مواقفها, لكن ما يجب الا يغيب عن الذهن هنا ان الحوار مع من يسيء استغلاله ويرفض السلام بالمطلق يصبح كحوار الطرشان ومضيعة للوقت وفرصة تستغلها هذه الحكومة لتنفيذ المزيد من مشاريع الاستيطان والتهويد وتوسيع سياسات القمع والحصار والتهجير وصولا الى واقع جديد تشترط على العرب والفلسطينيين الاعتراف به في أي تسوية تطرح مستقبلاً اذا ارادوا السلام معها.‏

ولئلا تتمكن اسرائيل من ممارسة هذا الاستغلال البشع للرغبة العربية والدولية لحل الصراع وتتعامل مع الحوار فرصة جديدة لكسب الوقت, فتدفن عملية السلام وتعيد الصراع الى المربع الاول, يتعين على الولايات المتحدة الاميركية بوصفها مصدر الدعم الذي شكل عامل تشجيع لاسرائيل على رفضها للسلام , وبوصفها الراعي الاساسي لعملية السلام , ان تأخذ المبادرة بتحرك مختلف هذه المرة يتماشى مع سياسة التغيير التي بشر بها اوباما ويستند اساسا الى ممارسة ضغط ملموس على حكومة نتنياهو يفهمها ان السلام مصلحة اميركية وغربية ودولية , وان سياسة التعنت والمكابرة اصبحت من الماضي , وان الخيار الوحيد امامها هو الانصياع لارادة السلام والاستجابة لكل متطلبات تحقيقه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 993
القراءات: 974
القراءات: 916
القراءات: 1044
القراءات: 1010
القراءات: 979
القراءات: 982
القراءات: 939
القراءات: 1137
القراءات: 1028
القراءات: 1052
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1109
القراءات: 1042
القراءات: 1027
القراءات: 1097
القراءات: 1100
القراءات: 1152
القراءات: 1171
القراءات: 1093
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1288
القراءات: 1119

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية