وهذا يعني فعلياً أنه لم يكن هناك أي جمهور.. وربما كان هذا الرقم مقبولاً بالقياس الى بعض المحاضرات .. ومع ذلك كان الشباب المشاركون في « غاية الحماسة» للحديث عن واقع الكتابة المسرحية ، بعد إصرار البعض على اقامتها بهذا الحضور، وتحديد المشكلات التي تعترضها ووضع بعض الحلول للخروج من هذا الواقع..
وبطبيعة الحال يبرز الجانب المادي كواحد من أبرز الاسباب فما يناله كاتب مسرحي عن أي نص يقدمه للمسرح القومي، مثلاً، لن يتجاوز الخمسين ألف ليرة في أحسن الأحوال فهل يقارن بمن يكتب للتلفزيون .. والجميع يعرف ذلك!
أحدهم قال: إنه يكتب للتلفزيون وأخذ مقابل نصه مبلغاً محترماً ومع ذلك لم يعرض عمله بسبب الرقابة الدقيقة ، لكنه على الجانب الروحي اضطر لكتابة أكثر من نص مسرحي للتكفير عن نصه التلفزيوني ، فالمسرح عشق آخر..
ولكن السؤال هل هناك فعلياً من يريد للكتابة المسرحية أن تزدهر في ظل الظروف القائمة؟ وهل هناك من يسعى لتوفير مناخ مناسب للكتابة المسرحية باعتبارها نصاً فكرياً وثقافياً حاراً وجاداً يحتاج الى هامش واسع من الحرية؟ أم إن النص التلفزيوني هو الانسب لجمهور مستلب لواقع استهلاكي يجرف كل ما أمامه؟
الكتابة المسرحية، كما رأى المشاركون ، تحتاج الى هامش من الحرية والمزيد من الدعم المادي ، اذا كان هناك من يحمل هذا الهم فعلاً، والايمان بأنها أدب يوازي الآداب الاخرى..
أمام ذلك كله ألا يبدو أن الثقافة والعمل الثقافي برمته يحتاج الى مثل ذلك؟