تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منطقـــة السؤال

رؤيـة
الأربعاء 11-2-2015
سوزان إبراهيم

لا يمكن أن يكون لكل ما يحدث على الأرض العربية من أحداث دامية إلا وجهاً سلبياً - وهو كذلك بالفعل - لكن لنخرج من ذلك قليلاً وننظر إلى الأمور بعين التاريخ..

عندها ربما نرى بعين المنطق أن ثمة جانباً إيجابياً لابد أن يولد من كل ما يحدث: نعم إن العرب يقتربون جداً من منطقة «الاستحقاقات الكبرى» كما أُسميت أو من منطقة السؤال!‏

منذ 14 قرناً لم يطرح العرب على تراثهم سؤالاً نقدياً واحداً وصار أكداساً من «شروحات الشروحات» تعلو قامة التراث الأساس لتطمره وتخنق ضياءه. منذ قرون لم يجرؤ أحد على رفع الصوت بوجه كل الزيف الذي لحق بالتراث الإسلامي فصار الركام أصلاً والأصل منفياً!‏

للهزات العنيفة في تاريخ البشر- بعيداً عن الخسائر على كل الأصعدة- تأويلاً آخر هو القدرة على جرف الركام وما كان يخفيه وإعادة هندسة الواقع بما يناسب من تقدم وتحضر. هكذا نجد أن العرب دخلوا مرحلة هامة جداً.. هم الذين كانوا ولقرون ممتدة خارج التاريخ.. سيكون بمقدورهم, إن صحا الفكر التنويري النقدي لديهم, أن يدخلوا التاريخ ثانية بعد أن دخلوا منطقة السؤال الأخطر: كيف نعيد النظر بالتراث الإسلامي ونطرحه على طاولة البحث والمساءلة والدراسة العلمية!‏

هكذا يبدو أن المعركة الأهم لم يخضها العرب بعد.. إنها معركة فكرية نقدية ربما تكون الأطول والأكثر تعقيداً في تاريخهم.. معركة تحرير الروح العربية من سجنها ذي الجدران الكثيرة جدران اليقينيات القروسطية اللاتاريخية التي خرجت بهم من حركة التاريخ والحضارة منذ سقوط غرناطة وقرطبة وكتاب الغزالي «تهافت الفلاسفة».‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1395
القراءات: 1342
القراءات: 1551
القراءات: 1466
القراءات: 1550
القراءات: 1946
القراءات: 1351
القراءات: 1486
القراءات: 1466
القراءات: 1529
القراءات: 1458
القراءات: 1560
القراءات: 1529
القراءات: 1466
القراءات: 1534
القراءات: 1571
القراءات: 1554
القراءات: 1584
القراءات: 1587
القراءات: 1532
القراءات: 1549
القراءات: 1596
القراءات: 1605
القراءات: 1621
القراءات: 1573

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية