وحده الاقتصاد بقي متصلباً عند رأي شيوخ الكار (الهرمين) ولم يستطع الوصول إلى هذه الشريحة، فبقيت أفكار الإصلاح الاقتصادي خارج اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، وبقيت طموحاتهم وأحلامهم خارج حدود الوطن.
الشباب في سورية يشكلون حوالى 60٪ من مجموع السكان وأكثر..
متطلبات الشباب ما زالت في الكثير من الحوارات غائبة، وتغيب أكثر عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ..
ولهذا لم يجد الكثير من الشباب أمامهم حلولاً إلا الهجرة بحثاً عن واقع أفضل يؤمن لهم دخلاً يستطيعون من خلاله تأمين حياتهم ومسكنهم واستقرارهم.
آلاف الجامعيين خسرنا جهودهم بما تعلموه، ومثلهم بل وأكثر من خريجي المعاهد الفنية والثانويات المتخصصة أو العامة التي لم تجد مكاناً في التعليم العالي، هؤلاء جميعاً ما زالوا وقد يبقون خارج مواقع الإنتاج أو خارج حدود الوطن.
السؤال الأبرز الذي يردده الكثير من الشباب، وبعضهم قالها في جلسات الحوار التشاوري: لماذا يغيب الشباب عن صياغة أي استراتيجية جديدة، وإذا وجدوا يكون وجودهم فقط إعلامياً ولا يؤخذ في الغالب بآرائهم؟
هذا واقع تعاملنا مع الشاب و(الهرمون) هم الذين يصوغون معظم إن لم يكن جميع استراتيجياتنا، فتغيب رؤية وطموحات الشباب لمصلحة الأفكار الهرمة والتي تبتعد في الكثير منها عن واقع ومستقبل الشباب..
مستقبل سورية في شبابها وهذه الشريحة يفترض أن تقرر ماذا تريد، وتراقب تنفيذ ما تقره، بل وتكون مسؤولة عن تنفيذه من خلال قيادات شبابية، والحوارات الكثيرة التي جرت خلال السنوات الماضية في الكثير من الملتقيات أظهرت أن الشباب لديهم رؤية وحلولاً متكاملة لما يريدونه وكيف يمكن تنفيذه وقدموا صيغاً مختلفة لهذه الرؤى ولكنها لم تجد مكاناً للتنفيذ لغياب القيادات الشابة التي تستطيع إخراج أفكارهم إلى النور.
وحتى نكون أكثر وضوحاً نقول: ما هو عدد الأشخاص الذين يتسلمون مواقع قيادية حساسة ومهمة، تشريعية وتنفيذية وغيرها، من مواليد فترة الستينات من القرن الماضي والذين دخلوا في الأربعينيات من عمرهم حالياً؟
بالمقارنة مع القيادات الأخرى نجد أنهم قلة، والتجارب المحدودة لهذا الجيل الذين تسلموا مواقع قيادية مختلفة أظهرت أن لديهم تفاصيل وخصوصيات في التطوير لا يملكه الرعيل السابق..
سورية شابة وحتى تبقى كذلك لابد من دور واضح وكبير ومستقل لجيل الشباب ليأخذ فرصته في بناء وطنه وفق رؤيته المستقبلية التي ستحقق له أحلامه.