كل مطالبهم أن تحافظ الجهات المعنية على ما تبقى من حدائق في المدينة التي يعتدى عليها من قبل من هو مسؤول عنها حتى أصبحت أطلال حدائق والتي كانت فيما مضى ملاذاً للعائلات لقضاء أوقات فراغهم وعطلاتهم بين الخضرة والجمال والنظافة. حديقة البطرني واحدة من الحدائق التي يقارب عمرها المئة عام ونيف كانت نموذجاً للحدائق التي تشهد على عمق التراث الاجتماعي.
فكانت محطة لاستراحة الصيادين لمجاورتها البحر ومظلة لجامع البطرني الأثري الذي تم توسيعه من الجهة الغربية على حساب مساحتها الخضراء، كما تم توسيع الطريق من الجهة الشرقية على حسابها وتم اقتطاع جزء من الجهة الجنوبية لحديقة للأطفال.
هذه الحديقة التي كانت ملاذاً للصيادين وعاشقي البحر والطبيعة بما تحفل بها من أزهار متنوعة وأشجار معمرة لم نعد نرى منها سوى أطلال حجرية تشوه ما تبقى منها. كيف للمسؤولين عنها ولمسؤولي المحافظة السماح بالاستهتار فيها وإباحتها ولماذا السماح لأي جهة كانت وبأي صفة جاءت أن تشوه الواجهة المطلة على الطريق العام ببناء بيتوني.؟ هل عجز مجلس المدينة أن يقف ضد تشويه ما بقي من ذاكرة حديقة صارعت على بقائها وساهم في تشويه هذا التراث كما تم تشويه العديد من المواقع؟
فإذا لم يستطع المسؤولون بالمدينة التحديث بمدينتهم فعليهم على الأقل الحفاظ على ما بناه أجدادنا منذ قرون. وعليه فإننا نطالب بوقف هذا التعدي فهناك العديد من المواقع التي يمكن تنفيذ الأفكار بها لا أن يعمدوا على تشويه ذاكرة عمرها أكثر من قرن.