حيث ستشمل اسرائيل كلها وتشكل اختباراً للتدرب على التعاون بين الوحدات والأذرع المختلفة للجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن كما ذكر موقع يديعوت احرنوت الالكتروني.
بهذه الذريعة التي اتكأت عليها لتسويغ مناوراتها الشاملة التي تكشف حقيقة أن الحرب وليس السلام هو ما تعمل لأجله, تحاول اسرائيل اظهار نفسها بأنها مستهدفة بخطر حرب صاروخية لا تملك حيالها إلا التدرب على مواجهتها للحفاظ على أمنها, فينسى العالم بهذه الأكذوبة ما تفعله كل يوم لإحباط جهود السلام, ويتحول تحت تأثير هذا الخداع الى التعاطف معها والتوجه باللائمة على العرب وإيران ليصبحوا هم وليس اسرائيل من يزعزع استقرار المنطقة ويعطل جهود السلام.
قد تستطيع اسرائيل التغطية على هذه المناورات بأكذوبة كهذه, لكن ما لا تستطيعه هو اخفاء استهدافاتها الحقيقية التي تتمحور من جهة حول استعادة هيبة الردع الاسرائيلي المفقودة بعد انتصاري المقاومة على الجيش الاسرائيلي في حربي لبنان وغزة, ومن جهة ثانية وهذا هو الأهم حول التحضير لحروب عدوانية جديدة يبيتها المستوى السياسي والعسكري في اسرائيل ضد عرب المقاومة والممانعة وإيران, على أمل أن تشكل هذه الحروب محاولة للهروب الى الأمام من احتمال تزايد الضغوط الدولية على اسرائيل بسبب رفضها للسلام وتحديها للاجماع الدولي على ضرورة تحقيقه على أساس اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي بجميع مظاهره وأشكاله.
لقد بنت اسرائيل سياستها تاريخياً على المكر والخداع والغدر وتزوير الواقع, ولئلا يكون العرب ضحية غدر جديد يكمن وراء هذه المناورات, يفترض بهم أن يتنبهوا لغاية توقيتها واستهدافاتها وينظروا إليها على أنها تحضير لعدوان جديد يشن هنا أو هناك أو على جبهات عدة أثناءها أو بعدها, وبعد أن يظن بأن خطرها تلاشى, ويهدف في المقام الأول الى تغيير معادلة الصراع الراهنة لمصلحة إسرائيل بغية اخراجها من مأزقها الاستراتيجي الصعب ووضع حد لأي حديث عن سلام عادل وشامل يرتب عليها التزامات ترفضها باستمرار لتناقضها مع عقلية العدوان والتوسع التي تحكم سياستها وتوجهاتها.