المعروف أن الهدف من إقامة السدود والسدات هو توفير مياه الري بالدرجة الأولى وبعضها أقيم من أجل تأمين مياه الشرب ولغايات سياحية أيضاً.
ورغم أهمية هذه السدود والغاية التي أقيمت من أجلها إلا أن البعض منها لم يحقق الهدف المطلوب، إما بسبب أخطاء في الدراسات، أو لعدم دراسة الجدوى الاقتصادية، فكانت النتائج مخيبة، لأن بعض هذه السدود صرف عليها مبالغ كبيرة ولم تتم الاستفادة منها، لأنها لم تخّزن المياه بشكل كافٍ وتسربت منها المياه، مثل سد السخابة وسد سلحب وغيرها!!.
وهناك بعض السدود أنجزت منذ سنوات ولم يتم استثمارها لأسباب عديدة، منها تلوث مياهها، أو عدم جاهزية شبكات الري، وغير ذلك من الأسباب.
وتشكل مياه الصرف الصحي التي تصب في الوديان في كثير من المناطق المصدر الأساسي لتلويث المسطحات المائية، لأن التأخير في إقامة محطات المعالجة وعدم كفاية المحطات الموجودة لحمايتها فاقم المشكلة وزاد في نسبة التلوث.
ولم تسلم حتى الينابيع في بعض المناطق من التلوث بسبب قربها من التجمعات السكنية والمنشآت ووجودها أحياناً في مناطق منخفضة في الوديان.
وحتى تحقق السدود والسدات الغاية التي أقيمت من أجلها، لابد من حمايتها من التلوث عن طريق إقامة محطات معالجة لمياه الصرف الصحي وإقامة شبكات صرف نظامية والتخلص من الجور الفنية والمحافظة على حرم السدود والينابيع ومنع التعدي عليها.
كذلك لابد من التخلص من النفايات الصلبة والسائلة ومنع رميها في السدود والوديان، مثل مخلفات معاصر الزيتون ومخلفات المطاعم والفنادق والمنشآت السياحية القائمة على ضفاف الأنهار وحواف السدود والينابيع.
وهكذا لا يكفي أن نقيم السدود والمسطحات المائية، بل لابد من حماية المياه من التلوث وتحقيق الغاية من إقامتها.