ويساهم الشق الحيواني من الزراعة في ايجاد فرص عمل ومكافحة البطالة وتوسيع دائرة العاملين في هذا المجال لتشمل شرائح مختلفة في التصنيع والتجارة والتوزيع.
ويعمل في تربية الحيوان نحو 11٪ من اجمالي العاملين في الزراعة، وتشكل تربية الحيوان على اختلاف انواعها من اغنام وابقار وماعز ودواجن وطيور واسماك مصدرا رئيسيا للغذاء وللدخل بالنسبة للمربين سواء كانت على هامش الانتاج الزراعي النباتي او كمشاريع مستقلة ويعتبر الشق الحيواني من الزراعة ثروة وطنية هائلة لم يتم استثمارها بالشكل المطلوب رغم ما تقدمه وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي بهذا الشأن ومحاولة استنباط سلالات وانواع محسنة وتعميمها على الفلاحين والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية وتقديم الاعلاف والرعاية البيطرية وغيرها ويكفي ان نذكر بنوع واحد من الحيوانات وهو الاغنام حيث تعتبر اغنام العواس السورية افضل انواع الاغنام في العالم من حيث لحومها وحليبها وصوفها وتحتل الاغنام المرتبة الاولى في ثروتنا الحيوانية نظرا لعددها الكبير ونسبة مساهمتها في انتاج اللحوم والحليب والمشتقات الاخرى فهي تساهم بنسبة 73٪ من اللحوم الحمراء و 30٪ من الحليب حيث يبلغ تعداد الاغنام نحو 16 مليون رأس.
ويكفي ان نعرف ان تصدير الاغنام الى الخارج يوفر العملات الصعبة ويدر مبالغ كبيرة على المربين والمصدرين وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام وتشكل اغنام البادية الجزء الاكبر من عدد قطيع الاغنام والذي يعيش بشكل سرحي ويرعى في البوادي معظم ايام السنة، وخاصة عندما تتوفر المراعي، وهذه ميزة تتميز بها الاغنام السورية.
من هنا لا بد من الاهتمام بمراعي البادية وحمايتها وتنظيم عملية الرعي وزراعة مساحات جديدة من النباتات الرعوية والاهتمام بانتاج الاعلاف والتوسع بذلك واقامة الصناعات الريفية التي تعتمد على الانتاج الحيواني واقامة المزيد من مشاريع تربية الحيوان والاستفادة من مخلفات المزارع في توفير الاعلاف وتقديم الدعم لمربي الثروة الحيوانية من صندوق الدعم الزراعي اسوة بدعم المحاصيل الزراعية.
ولا بد من الاهتمام بالعملية التسويقية وايصال المنتجات الحيوانية بأيسر الطرق الى مناطق الاستهلاك الكبرى في المدن والتجمعات السكنية.
ولا يزال الاهتمام بالشق الحيواني في زراعتنا دون المطلوب فنحن نملك مقومات ثروة وطنية هائلة يمكن استثمارها وتنميتها لأنها تشكل جزءاً مهماً من مكون الأمن الغذائي.