وهذا بدوره ايضاً رقم قياسي لم تصله من قبل رغم أن درجة حلاوة الشوندر تراوحت وسطياً بين 11-13 درجة.
وقد بقيت الجهات المختصة في المؤسسة العامة للسكر ومعاملها مستنفرة طيلة الأشهر الماضية التي قاربت الخمسة من خلال عمليات استلام وتسويق محصول الشوندر السكري الذي كان مثالياً وفاجأ الجميع من زراعة وصناعة واتحاد فلاحين وجهات تسويق ومعامل تصنيع ووسائط نقل.
أي أن حساب البيدر قد فاق حساب الحقل ففي حين كانت توقعات الانتاج بحدود 1.1 مليون طن الا أن بركة السماء وجهود الفلاحين أعطت خيراً وانتاجاً وفيراً نتمنى أن يتكرر في المواسم القادمة بل ويفوق ذلك.
ورغم أن المفاجأة كانت سارة بهذا الانتاج الوفير الا أنها سببت إرباكاً لدى وزارة الصناعة ممثلة بالمؤسسة العامة للسكر لأن الطاقة التصنيعية لمعامل السكر مجتمعة لا تتجاور الـ 17 ألف طن يوماً.
أي أن الدورة التصنيفية للشوندر قد تحددت بشكل طبيعي من نحو ثلاثة أشهر من الأعوام السابقة الى نحو خمسة أشهر في هذا العام،
لكن المقلق أيضاً بالنسبة للصناعة هو عمليات نقل الشوندر من محافظتي حماة وادلب الى شركتي السكر في كل من دير الزور والرقة وتكلفة عمليات النقل التي وصلت الى مئات الملايين من الليرات السورية كان بالامكان توفيرها لو تأمنت طاقات تصنيعية في مناطق زراعة الشوندر السكري وخاصة في حماة وادلب.
فهل تؤخذ بعين الاعتبار امكانية زيادة الطاقة التصنيعية في معملي سلحب والغاب أو اقامة مصانع جديدة لاستيعاب محصول الشوندر السكري المتزايد في تلك المناطق، خاصة بعد ارتفاع اسعار مادة السكر عالمياً وامكانية توفير جزء مهم من حاجتنا الى مادة السكر والتي تقدر بنحو 700 ألف طن سنوياً اضافة الى انتاج كميات من مادة الميلاس التي يستخرج منها الكحول وكميات كبيرة من التفل التي تستخدم كأعلاف للثروة الحيوانية.