وكذلك ارتفاع تقنيات الحرب والخراب والدمار.. والإعلام.. لكن.. هي سورية لم تتغير من حيث رفضها الدائم لما يملى عليها.. يعني ترفض الإملاء.. بل هي ترفض التدخل وإن حاول البعض أن يلبسه لبوس حسن النيات.. وها هو التاريخ أمامكم.. بل ها هي الحقائق المعيشة واضحة للعيان.
لا أقول: إن سورية انتصرت.. لكنني أقول وبجرأة وقناعة إن الضمير السوري المتمثل بالمواقف المعلنة طوال سبع سنوات حرب كانت هي المنتصرة... بدلالة أنها مواقف لم تتغير.. وتغيرت مواقف الآخرين..!
هذا لا يعني التعنت والجمود.. بل هو يعني كما أعلنت الدبلوماسية السورية مراراً: أن أعداء سورية لن يحصلوا بألاعيب تحت لافتة صنع السلام ما لم يحصلوا عليه بالحرب والعدوان.. هذا في الجنوب كما في الشمال والشرق.. في الجولان والسويداء وحوران... كما هو في إدلب والحسكة والرقة.
وأولئك المتهافتون على كتابة الدستور السوري.. إذا كانت لديهم أي نيات طيبة لإخراج هذا البلد من أزمته وهذا الشعب من محنته.. فقد آن لهم أن يعلموا جيداً أن الدستور السوري يكتبه السوريون أينما كان اصطفافهم وحلت قواعدهم.. طالما أنهم يتمتعون بالوجدان الوطني.
الدستور يوضع لسهولة حكم وإدارة البلاد وسكانها.. والذي نراه أنهم يفكرون بدستور نتقاتل عليه حتى قبل صدوره.
سورية سياسياً أظهرت دائماً استعدادها لتقبل النيات الحسنة والمبادرات الخلاقة.. لكنها.. حافظت دائماً على تأدية دورها الوطني في محاربة الإرهاب وتحرير كامل الأرض السورية من كل محتل بأي صفة جاء.. وسيأتي اليوم الذي لا يقيم فيه على الأرض السورية إلا سوري أو ضيف دخل البلاد وفق الأصول المتبعة في دول العالم.
في هذا الإطار قبلت مبادرة سوشي.. وفي هذا الإطار تمد يدها للمصافحة والتفاهم والتعاون مع الجميع.. وفي هذا الإطار أيضاً مستمرة تؤكد قوتها وقدرتها مع حلفائها، على خوض المعركة حتى يكون السلام. ولا أشك للحظة أن الضربة الإيرانية لمواقع الإرهابيين في الشرق السوري تلقى ليس الترحيب وحسب بل اعتمادها كنقطة استناد على أساس أنها قوة حليفة.
إذا كانت سورية تقدم اليوم على نشاطات تؤكد تغير الواقع فيها إيجابياً كطرح إعادة البناء والترحيب بعودة المهجرين.. فهذا لا يعني أنه يتيح.. لغيرها.. ولا سيما أصحاب النيات غير الصافية أن يسرع إلى خطف الكأس..
على رسلكم.. سيكون لنا دستورنا.. سنكتبه بيدنا كما هو لنا وطننا وحررناه بيدنا.
As.abboud@gmail.com