ورغم ما قدمه المعهد من إنجازات كان لها أبلغ الأثر في تقديم أسماء كانت ولاتزال بالغة الأهمية, فإن الحلم كان أكبر من الواقع الذي نعيشه, بحيث لم يستطع المعهد, وبما يمتلكه من إمكانات معقولة, خلق حالة شبه شعبية يمكنها استقطاب أكبر شريحة ممكنة من المجتمع, وهو ما سيؤهل المعهد للعب دور تعبوي موسيقي يرقى بالذوق الموسيقي العام, ويجعله أكثر حساسية وتذوقاً.
فمن المؤسف حقاً , أن معظم شرائح المجتمع لاتزال تنظر إلى موسيقا المعهد, على أنها مادة نخبوية صرفة ,تهم شريحة معينة وضيقة من المجتمع, الأمر الذي جعل من شيوع الموسيقا الراقية أمراً عسيراً ومحصوراً في أضيق الحدود.
ومع ذلك أعتقد أن مثل هذا الأمر يمكن حلّه من خلال الوعي الذي يمتلكه أصحاب الموهبة في المعهد والذين تخرجوا منه, وقد يكمن حسب ظني, في وضع مفهوم جديد لموسيقا أكثر قرباً وإحساساً بالفرد , والبحث عما يرفع من سوية حسه الموسيقي, بدلاً من الابتعاد عنه, والاكتفاء بالنخبة التي لم تشكل في يوم ما قاعدة لأي فن من فنون المجتمع.