تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لبنانويات في قصر الأمويين

معاً على الطريق
الأربعاء 2/4/2008
غسان الشامي

حين مدّ العقيد معمر القذافي يده ,وعلى طريقته الخاصة, إلى المكان اللبناني الذي يتصدّره الكرسي الفارغ والعلم الوحيد بأرزته اليتيمة وتناول الماء والعصير ضاحكاً ليقتسمه مع أمير الكويت , الجارُ الأبجدي الآخر للبنان, كانت ترتسم وقتها ملامح الغياب الفادح لبيروت,أقرب العواصم جغرافياً إلى الشام.

وبعيداً عن المؤدى والتفسير السياسي لحركة القذافي الضاحكة,والتي تحولت في الجلسة المغلقة إلى إصراره على عدم زج الملف اللبناني في إعلان دمشق,جراء غياب بيروت الرسمية عن المؤتمر, فإن المسألة اللبنانية كانت تعاني من هشاشة الحضور لولا بعض الإعلاميين اللبنانيين الذين كانوا يدسّون أنوفهم وأقلامهم بين الوفود وفي اللقاءات الجانبية,والدليل على الهشاشة تلك أن إعلان دمشق ضم فقرة من 27 كلمة فقط حيال المبادرة العربية تجاه لبنان, وبعد تدخل رئاسي سوري, وكانت قبلها فقرة بيضاء في اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي.‏

يمكن لهذه الحقيقة, رغم بؤس السياسة وما يمثله الغياب من قتامة على قلوب لبنانيين كثر أرادوا حضوراً فاعلاً لأرزتهم قرب الحَور الدمشقي على بردى, أن لا تحكّ جربِ أوغاسابيان الحوري شهيّب مثلاً وقواعدهم الشعبية العريضة كالصحراء الكبرى,بأن الغياب اللبناني كان مدوياً وأرخى بثقله على القمة.. إنها مرة أخرى (سياسة التمعيز) التي يتقنها هؤلاء ومن يمثلون من أسياد وما تعتوره من جرَبٍ سياسي يريد أن يشرب من رأس النبع فقط ,وهو أعرج ويكاد يكون أعمى ,وتحت قاعدة أن لبنان الصغير هو مركز الكون ,فكيف لدول عربية )تعسة) أن تتجاهله وبوش يسعى على لسانه لمرقد عنزة فيه??!!.‏

بعد الجلسة الختامية توقفنا قرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي كان يتنفس عميقاً , وسألناه عن المجيء إلى بيروت ومتابعة المبادرة , وعلى طريقته أيضاً قال ضاحكاً أنه لا يزال يحافظ على( شعرة موسى) بين الأطراف اللبنانيين ,تيمناً بشعرة معاوية, فتمنيت عليه أن تكون الشعرة قاسية ,في حين أن خوفاً كان ينتابني من أن شعرة معاوية لا تزال منذ ألف وأربعمئة عام تمسك بتلابيب السياسة والعلاقات العربية ,فهل نحتاج إلى سنين مثلها للربط بين القبائل اللبنانية?!.‏

بين دمشق وبيروت (رمية حجر) أو (شلفة عصا) لم يستطع العقل (القزم) أن يقطعها لأنه غارق في أحقاده الحمادية ,وترك الفرصة تضيع لأنه أميّ لم يقرأ قول معاوية (شجاع إن جعلت الفرصة تواتني..جبان إن لم تواتني).‏

ورغم كل شيء لا يزال الهوى اللبناني في دمشق (لحظ ُشآميةٍ رقَّ حتى خلته.. نفدَ).‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 02/04/2008 00:07

ياأخي الكاتب : ماذا نفعل نحن أكثرية جعجع إن لم نجعجع عالفاضي,ونحن أكثرية السنيورة إن لم نستر عورتنا بالقناع الغربي, ونحن أكثرية النطاط جنبلاط إن لم ننط ولانحط؟..ياأخي الكاتب كن منصفا معنا وتذكر أننا كنا نقبل يد سورية وش وقفا يوم كانت تقودنا, واليوم أمريكا هي من علينا وهي من تقودنا فلانملك غير أن نمشي على حسها:اذهبوا نذهب, لاتذهبوا لانذهب,والله حتى زوجاتنا لو منعتنا أمريكا منهن فسيحرمون علينا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1618
القراءات: 1417
القراءات: 1573
القراءات: 1330
القراءات: 1314
القراءات: 1265
القراءات: 1405
القراءات: 1637
القراءات: 1651
القراءات: 1992
القراءات: 1402
القراءات: 2154
القراءات: 1276
القراءات: 1310
القراءات: 1559
القراءات: 1553
القراءات: 1362
القراءات: 1449
القراءات: 1343
القراءات: 1867
القراءات: 1432
القراءات: 1311
القراءات: 1508
القراءات: 1505
القراءات: 1292

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية