بارك الله في هذا الغبار, فهو سيجعلنا غير مرئيين يوم المعركة.
بارك الله في مدن ذات أبواب قديمة لم تفتح يوماً للترحيب بالغزاة المحتلين.
بارك الله في بلاد خاضعة لزعامات تجرها إلى سيول من الدماء, والبلاد خروف يثغو ويهرول بغبطة نحو السكاكين.
بارك الله في ملاكمين يصولون ويجولون في الحلبات السياسية, ولا تصيب ضرباتهم الموجعة غير جمهور المتفرجين.
بارك الله في شوارع ملأى بالحفر, وقادرة على خلق شعب رياضي يتحدى المحن.
بارك الله في نهر عريق متواضع كاره للمدائح, وكلما امتدح تضاءل ماؤه متحدياً مداحيه هازئاً بهم.
بارك الله في هذا الخبز, فهو الرفيق الصامت للملايين, ولو رشح نفسه في انتخابات مجلس الشعب لفاز بأرقام قياسية.
بارك الله في هذه القبور, فهي أصغر بيت نسكنه, ولا نخجل منه.
بارك الله في هذا الورق الأبيض, فهو الصديق الأمين الموثوق به والصابر على اللغو المضجر.
بارك الله في كلمات لا تفتتح دكاناً تبيع فيها ما تملكه من ثروات تتخلى عنها لكل من امتلك القدرة على الشراء.
بارك الله في أطفال موهوبين يحفظون دقائق السير الذاتية لرونالدو وبيكهام وزيدان ويظنون أن عقبة بن نافع هو مذيع خليجي يقدم برنامج ( الاتجاه المعاكس ).
بارك الله في كتاب أوفياء لوطنهم يساهمون بإخلاص وتفان في إنقاذه من أزمات سكانية عاتية عن طريق كتاباتهم التي تنشر الضجر والاشمئزاز والقنوط, وتحض الناس على الهجرة إلى الصومال وطلب اللجوء السياسي إليها.
بارك الله في جرائد كثيرة الصفحات, فربات المنازل يستفدن منها في أمور شتى لا علاقة لها بالقراءة.
بارك الله في صحافيين يحرصون كل عام على الحج إلى بيت الله الحرام وطلب العفو والمغفرة لكونهم يخطئون أحياناً حين يضطرون إلى قول الصدق المؤذي الممقوت.
بارك الله في اقتصاد تدعم استقلاله نساء يرتدين ما قل ودل من الثياب حرصاً منهن على ألا يستهلكن الكثير من القماش المستورد من الخارج بالدولار واليورو والجنيه والين.
بارك الله في زوجات متسامحات رحيمات غير مؤمنات بأن العصا لمن عصى.
بارك الله في كتب جديدة صدرت حديثاً, لا تضر ولا تنفع, وتبرهن على أن مؤلفيها صانعو معجزات في زمان لا معجزات فيه.
بارك الله في حيطان خرساء تسمع الكثير من دون أن تسجل ما تسمعه وتبيعه لمن يهمه الأمر.
بارك الله في قطط واعية تعرف ما لها وما عليها, اختارت العيش في منازل فقراء, ولكنها لا تمس طعامهم وتكتفي بحراسته, وتسرق طعامها من بيوت الجيران.
بارك الله في موظفين حكوميين يستحون من جلب سررهم إلى الدوائر الرسمية, ويكتفون بالنوم في بيوتهم.
بارك الله في تلك العصافير المغردة, فهي تغني للناس الذين يبادرون إلى مكافأتها بإطلاق النار عليها وأكلها مقلية أو مسلوقة أو مشوية متلمظين راغبين في المزيد.
بارك الله في جيوب ساحرة لا تختلف عن غيرها من الجيوب, ولكنها تتسع لكل ما ينهب من قصور وفيلات ومزارع وشوارع وسيارات وبنوك.
بارك الله في أهل الصغار النوابغ القادرين على تأليف موسوعات تضم المبتكر والجديد من الشتائم المبدعة, وتتيح لبلادهم أن ترفع رأسها عالياً بين الأمم.
بارك الله في هذه الشوارب الكثة, فلولاها لما عُرفت الآن الفوارق بين الرجال والنساء.
بارك الله في أشجار تزهر وتثمر, وتستسلم بغير تذمر للفأس حين تشيخ, وبعضها يتحول مشانق يستخدمها حالياً الصينيون لتأديب المرتشين والفاسدين, وقد أمرنا نبينا الكريم بطلب العلم ولو في الصين.
بارك الله في هذه الأرض الصابرة التي لا تزال تحمل على ظهرها ما هبّ ودبّ من المخلوقات البشرية.
بارك الله في هذه السيوف المتقاعدة المعلقة على الجدران, فقد أثبتت أن كل زمان له أسلحته ورجاله, وهي تنبه إلى أن الدفن العاجل هو النهاية اللائقة لتلك الجثث المتعفنة التي تظن أنها صالحة لكل الأزمنة والأمكنة ولكل المناصب.
تعليقات الزوار |
|
سمير / دمشق |  كيف نخرج من علبة السردين  | 29/07/2007 07:37 |
بارك الله .. بارك الله .. بارك الله .. هذا شئ جميل ولكن نريد الحلول والتوعية وطرح السبيل الذي يوصلنا الى طريق التحضر , طرح المشاكل بهذه الطريقة ليس بالحل وانما تعرية فوق تعرية , الحل يكون عبر تقديم التطلعات والبدائل وكيفية الشفاء من هذه الامراض المزمنة والمستعصية , لقد جرب الناس جميع الموجود والمطلوب والمستورد منذ مئات السنين ولم يستطيعوا ايجاد حل او دواء لامراضهم المزمنة ومنها مرض التخلف العقلي والذي عن طريقه تتشعب امراض كثيرة عصية عن الحل (قد يكون المتخلف عقليا استاذا جامعيا لايتقيد بقواعد المرور) فحامل الشهادة ليس بالضرورة متحضر او واعي , ارجوا من الكاتب الفاضل تقديم الحلول عبر طرح المشكلة ثم طرح الحل بعدها( والتي لانتوقع ان تكون سحرية )وعدم الوقوف عند الازمات التي تنخر بالمجتمع والتي هي من صنع هذا المجتمع ، لان كل ما فينا الان هو من صنعنا , الحياة كفاءة وقدرة وامكانيات , واذا لم نستطع امتلاك هذه الاشياء التي نفتقد اليها بسبب التربية البيئية الفاسدة فاننا سنبقى متخلفين الى عصور قادمة , وسنرى تكالب الامم علينا ولعبها بمصيرنا ومقدراتنا بحيث تكون هي التي تنّظر لنا حول كيفية بناء الطرق او تنظيم الشوارع التي هي من البديهيات (افتراضا) لخريجي الجامعات الكسالى الذين لايستطيعون التفكير او الابداع الى ابعد من خيالهم الذي صنعه لهم ابائهم الجهلة وسوف يورثوه الى ابنائهم التي نتمنى ان تنتهي ازماتنا عندهم وهذا من الخيال . عدم المقدرة على استيعاب التطورات والاستفادة منها ثم الاستكانة والتقاعس بغياب الوعي الذي هو عنصر النجاح ومن دونه لن نرى الشمس الحارقة ولن نعرفها ان كانت حارقة ام لا ، فاننا سوف نبقى كما نحن الان وسوف نرى كاتب آخر عام 3007 يكتب لنا مقالات تبدأ ب بارك الله.. بارك الله.. بارك الله .الكل يرمي بثقله على الاخر وهذا دليل العجز ومرض الجميع وليس شئ بعينه , والا لكان الحل سريعا وناجعا .لان المجتمع الناجح نتاج تفاعل وتضافر الجميع الناجحين.. اذا كان هذا المجتمع بجميع اطيافه وشرائحه قادرا على العطاء ثم الاهم ان يكون واعيا ومبدعا يستطيع التفكير خارج علبة الكبريت او السردين التي وضع نفسه فيها ,ثم ينبري ليشتكي ان احد غيره قد وضعه فيها . |
|
مهند الحريري / دولة الكويت |  syrian_accountant@hotmail.com | 29/07/2007 08:20 |
بارك الله فيــــــــــك وسدد خطاك وأجزل عليك بالعمر المديد ،،،، |
|
محي الدين اسماعيل.... صحفي |  mh_esmaeel@hotmail.com | 29/07/2007 09:14 |
بارك الله فيك كاتباً ومفكّراً, ولابارك الله في بعض الأجسام التي تحمل رؤوساً كالبطيخ, لابارك الله في كرسيّ يريح جالسه وهو لايستحق الراحة, لابارك الله في غربةٍ أخذت الذكريات معها, لابارك الله في ليلٍ ينزل السواد في القلوب ليرينا الأبيض أسود, لا بارك الله في أنباء قد تقسم الظهر وتتعب النفوس.... |
|
آس غاله ـ صحفية سورية / الإمارات |  as-spanisheyes@hotmail.com | 29/07/2007 09:37 |
مليئة هذه الحياة بالمتناقضات.. بارك الله بالأبيض والأسود.. بالليل والنهار.. بـ (شر البلية مايضحك).. بارك الله بمجتمع تحكمه الأضداد ويفخر بأن لديه قانوناً لايشبه سوى قانون الفوضى.. قانون قائم على مبدأ: (إذا حركت فراشة جناحيها في جنوب الصين فإن ذلك قد يتسبب بإعصار على سواحل الولايات المتحة)..
بارك الله بأقلام تقاوم وتصمد لتحفر الكلمات على صخر الأيام القاسية.. تستمد حبرها من دماء الشعوب المقهورة لتنطق بألسنة المظلومين وتصرخ بأصواتهم الغائبة خلف آفاق الصمت ومدى الريح العاصفة..
بارك الله بقلمك أيها الكاتب المتألق كأشجار الصنوبر والكستناء على ذرا جبال الوطن الحبيب.. والمشبع بعطر الخزامى وألوان التوت البري..
صحيح أن لكل زمان أسلحة ورجالاً.. وهذا الزمن سلاحه القلم ورجاله الكتاب الجريؤون.. |
|
أحمد |  sra_ahmad@yahoo.com | 30/07/2007 10:17 |
أنا مع السيد سمير في طرحه فما الجدوى من طرح المشكلة بشكل متكرر دون أن نعرض الحلول المناسبة فما الفائدة بأن نقول بأن أمين سر محافظ طرطوس(وأنا مواطن من طرطوس) شخصية بيروقراطية مزاجية متعفنة وقد صادفتني مشكلة في المحافظة بأن موظفة هناك أعاقت عمل الدائرة التي أعمل فيها لعدة أيام بسبب أنها أضاعت طلب للدائرة عندها وعندما شكوتها له اتهمني بالجنون وطردني وكل ذنبي أنني عكرت صفو جلسة أنس مع أصدقائه أقول ما الفائدة من وصفه ولم نشير إلى الحل وهو طرد هذا الموظف من منصبه حتى يتعلم أدبيات التعامل وما الفائدة بأن نقول بأن لدينا أزمة كبيرة في الكهرباء حيث إننا نعيش أيام لم تمر علينا فيما سبق دون أن نشير إلى الحل وهو محاسبة كل المقصرين ومحاكمتهم الذين جعلونا نظن أننا في حالة حرب وما الفائدة بأن نقول بأن هناك خلل رهيب في الرياضة السورية التي عجزت عن تخطي التصفيات الآسيوية في كرة القدم في حين انتفض المنتخب العراقي الشقيق ليحرز اللقب الأغلى في أسيا وكلنا يعرف حالة العراق بسبب الاحتلال أقول مالفائدة من ذكر موضوع الخلل الرياضي ولم نقول أنه يجب إقالة الجهاز الإداري المسئول عن ذلك وما الفائدة..............المهم أن نضع الحل أقول ذلك واستخدم مثال إذا كان أي واحد منا يسكن في حي وعلم بطريقة ما أن أحد ساكني هذا الحي رئيس عصابة وتناقش مع جيرانه بالأمر دون أن يبلغ الشرطة والأمن فهل هذا معقول....... |
|
متابعة |    | 30/07/2007 15:10 |
الاخ أحمد شكرا على هذه المداخلة ولكن مشاكلنا ليست محدودة وموزعة هنا وهناك ..... مشاكلنا أكبر من ذلك كله .... مشاكلنا بنيوية وليست طارئة .... فإذا أقلنا فلان وفلان بسبب إهماله وتقصيره فسوف نحتاج الى إقالة جميع الموظفين وجميع المؤسسات العاملة .....
مشكلتنا أكبر بكثير من أي حل .... نريد معجزة من السماء لتنقذنا ... فلم يعد بامكاننا فعل أي شيء
إنا لله وإنا إليه راجعون |
|
مواطن سوري |    | 30/07/2007 16:09 |
أقول للذين يريدون حلول ... ليست مهمة الكاتب إيجاد حلول .... الكاتب يعكس لنا الواقع بطريقة تنفس عنا ما نشعر به جميعا من عجز و فشل ووووو
قال الله تعالى
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
إذا الحل بيدنا نحن
وشكرا |
|
سوسن |    | 30/07/2007 16:18 |
الى الأخ سمير
هذا مقال أدبي وليس صحفي ......
شكرا |
|
المهندس : وليد ا براهيم الفنوش  |  walidfanoush@yahoo.com | 31/07/2007 09:34 |
قول ليس بجديد ...اذا كانت لديك رغبة بمواصلة تعلم الكتابة الادبية نعم الادبيييييييييية فاقرأ واحفظ لزكريا تامر فالكبير كبير دائماً
متعنا الله بكتاباتك وأجزل عليك بالعمر المديد ،،،، شكراً لأم صحفنا |
|
سمير |  محاسن انقطاع الكهرباء  | 01/08/2007 12:09 |
الادباء ايضا يستطيعون الرقي بالمجتمع ودفعه نحو التقدم والازدهار وليست هي فقط من مهمة الصحفيين , فالناس في البلاد القارئة.. يقرؤون الكتب لكتاب مشهورين ومرموقين من اجل الارتقاء بافكارهم وتطوريها بما تحوي هذه الكتب من خبرة وتجارب وحلول , فالكاتب الماهر والواعي يستطيع ان يعطي الحلول والافكار والسبل من اجل ارتقاء مجتمعه عبر طرح مشاكل قد تكون مستعصية ووراثية ولكن حلها سهل وواقعي ولايحتاج الى معاناة كما يتصورها البعض وانما الى تطبيق واقعي من الجميع تنتهي بالحل المناسب بحيث لايذهب بعيدا عن الواقع , لانه هل من الصعوبة بمكان ان يرمي الشخص النفاية في مكانها المناسب وليس على ارصفة الطرقات ،ثم ان الكاتب ايضا ليست وظيفته ان يكون مشاهد عابر للامور والتطورات فهو بحكم ثقافته ورقيه الفكري يستطيع طرح الحلول عبر اشياء وافكار تكون بنفس وتيرة انتقاده للاشياء الغير محببة ولكنها تحمل في طياتها على اكثر من مغزى يستطيع القارئ فهمها . الكاتب قد يسعد القارئ عندما يكتب له اعمال هذا القارئ وتصرفاته الغبية ،الا ان هذا الكاتب يستطيع ايضا ان يحرج هذا القارئ ويضعه في قفص الاتهام ان هو ايضا قدم له الحلول البسيطة والبديهية التي لاتحتاج الى تفكير واستطاع افهامه من خلالها انه هو العقبة وهو الحل ,وايضا لكي يكون عادلا يستطيع هذا الكاتب انتقاد جميع شرائح المجتمع وعدم الوقوف عند شريحة معينة وتحميلها كل شئ ،وهذا ما نجده في كتابات الكاتب تامر ، فعامل النظافة المتقاعس لايقل اهمية عن الوزير البليد وقد يكونوا قد جاءوا من بيئة واحدة او حتى من عائلة واحدة , الااننا لانستطيع في النهاية رمي جميع احمالنا على الوزير وكأنه يمسك بين يديه فانوسا سحريا يستطيع قلب الحقائق والامور في لحظات , الوزير على سبيل المثال لايستطيع منع شخصا ما او عائلة من رمي النفايات في الانهر التي تزين المدن او ترك النفايات ورائها بعد نزهة صيفية قمرية بعيدا عن الفضائيات الهدامة عندما فعلت الكهرباء خيرا واوقفت بث سمومها. اذا الجميع مسؤول والكل يجب ان يدرك وظيفته الحياتية عندها سوف يكون المجتمع في اسعد مراحله ، لان الناس هي التي تسعد نفسها وهي التي تشقيها . وما اشطرنا في طرح الامثلة ولكن من دون تطبيقها . |
|
متابع  |    | 02/08/2007 00:32 |
الى الأخ سمير : هذا مقال و ليس بحث ..... وشكرا |
|
علاء الدين أبو شمالة000مصور صحفي |  alaa71978@yahoo.com | 05/08/2007 14:24 |
كاتبنا العزيز أنا من أشد المعجبين بكتاباتك, وهذا الحب نابع من يدك السحرية التي تضع اليد دائماً على الجرح. فأنا فلسطيني وأفتخر بذلك , وأنت دائماً تعزّز لدي هذا الفخر, أدام الله قلمك الذي يسحر الألباب , وكلماتك التي تداوي الآلام في زمن لاوجود لطبيب لآلام البعد عن الوطن |
|
لورا/طرطوس |  yalaura17102000@yahoo.com | 06/08/2007 09:31 |
بارك الله فيك.......أثلجت صدورنا |
|
|