فلا شك أنها أعمال لها قيمتها المعنوية والتنموية فيما لو استثمرت في مكانها الصحيح وفي حينها.
وهي مبعث للأمل والتفاؤل في جيل يتفتح يوماً بعد يوم على معرفة حاجيات ومتطلبات عصره وهي أيضاً تأتي في وقتها المناسب على اعتبار أن تعليمنا العالي يركز جهوده على جودة المخرجات والمستوى العلمي للجامعات.. لهذه الأسباب جميعها تبقى هذه الأعمال الطلابية خطوة مهمة ونقلة نوعية في آلية الانتقال من المعلومات النظرية إلى التطبيق العملي، واستخدام الأدوات في طريق تطوير الأعمال وصقل المهارات العلمية التي بالنهاية يجب أن تصب في خدمة التنمية.
ولكن.. وهنا مربط الفرس! هذه المبادرات العلمية والمشاريع لا تأتي من فراغ، فهناك عشرات المعاهد التقنية في مجال الكهرباء والميكانيك والمعلوماتية والمعاهد الطبية وحتى في المجالات التجارية والمصرفية يقدم طلابنا فيها مشاريع تحمل تصاميم وأعمالاً يمكن الاستفادة منها مباشرة في خدمة الناس والمجتمع، إلا أن أغلبها يصبح منتهي الصلاحية بعد انتهاء حفل التكريم أو التخرج.
ففي الأشهر القليلة الماضية شهدنا تكريماً للعديد من الأعمال الطلابية المتفوقة في مجال طب الأسنان والهندسات ضمن مراكز إبداعية عالية المستوى، فهل نكتفي بالمبادرات الاحتفالية وبالوعود أمام هذه الإنجازات.. ولماذا لا ننقلها إلى خدمة المصانع والمشافي والمؤسسات في وطننا؟!