بمباشرة.ما الآليات التي يمكن أن تجترحها المؤسستان الدوليتان لاستئصال سرطانات الفقر المدقع المنتشرة بين البيض والسود والأفارقة والأوروبيين والآسيويين؟ الآليات اقتصرت على النصائح الجوفاء التي لاتنجز مشروعاً ولاتيسر قرضا..! الاجتماعات نصف السنوية للمؤسستين لم يصدر عنها سوى الحض والتحريض وإثارة النمو وتسريعه والسير في طريق التيسير الكمي، ولكن كيف؟
كيف سيرمي البنك الدولي الفقر المدقع في مزبلة التاريخ؟ المسؤولون الدوليون الممثلون في المؤسستين يرون في الحض على أن ينصب الاهتمام على ضمان استفادة الفقراء من النمو القوي والرخاء المتزايد في الدول النامية مخلصا ومخرجا لتلك الآفة، ولكن كيف سيتأتى النمو في الدول النامية ومولّدات هذا النمو وأمهاته متوقفة، ونقصد بذلك الصادرات التي لاتقوم للصين أو للهند، على سبيل المثال، قائمة دونها.
النمو الذي سيفيد منه فقراء الدول النامية لايمكن تحقيقه وذراع الطلب الأوربي الغربي متوقفة ،كما أن الالتفات إلى تنشيط الطلب المحلي للاستعاضة عن الطلب الخارجي تحتاج إلى وقت وآليات يبدو أمامها الاقتصاد العالمي في عجلة من أمره ولن ينتظرها،فتواترالإسعافات المالية وتخفيضات التصنيفات الائتمانية، وزعيم الصين الذي يتحدث عن نمو هادئ غير قياسي هي عوامل تجعل من الطرح الأممي تمنيا أكثر منه برنامج عمل،فمعدل 6 % الذي تحققه الدول النامية سنويا ينتشل بالتأكيد أناساً من قاع الفقر، لكن عمليات الانتشال هذه لن يمكنها تقليص نسبة 40 % من السكان الأفقر في كل دولة الى 3 % مالم تكن طواحين الاستهلاك الغربية قد عاودت دورانها، والتاريخ القريب أمامنا، فقد تراجعت نسبة الفقر في العالم من 43 % في عام 1990 إلى 21 % في 2010 أي بنسبة النصف في غضون 20 عاما، فبأي آلاء ربكما تكذبان.