ومع تجدد المساعي للاعتماد على الموارد المحلية وتوظيفها واستثمارها لتأمين الاحتياجات الضرورية، يبرز الحديث عن ضرورة إنتاج الغاز الحيوي والاعتماد عليه كواحد من مصادر الطاقة البديلة في ظل النقص الحاصل بالموارد الطاقوية وصعوبة الحصول عليها.
ويعرف الغاز الحيوي بأنه الغاز الناتج عن تحلل المواد العضوية بطريقة التخمر اللاهوائي ضمن هواضم مخصصة لذلك، حيث يمكن إنتاجه في مستويات مختلفة تبدأ من محطة صغيرة لتوليد الطاقة لتلبية الحاجة المحلية وصولاً إلى استثماره عبر منشآت ضخمة للطاقة المركزية لإمداد الغاز والكهرباء للشبكة الوطنية.
ومن أهم سماته أنه غاز صديق للبيئة فمن جهة لا يتسبب بإحداث تلوث، إلى جانب أنه يساهم في التخلص من المخلفات الحيوانية والصناعية والنباتية والمنزلية العضوية وصعبة التحلل، ويمكن استخدامه في العديد من المجالات أقلها أنه ينهي معاناة سكان الأرياف بحيث يساهم بتخفيف جهد استبعاد النفايات وتأمين وقود وكهرباء وسماد نظيف وخالٍ من الروائح والحشرات والجراثيم وبذور الأعشاب الغريبة، والتمتع ببيئة نظيفة تغني الفلاح عن الاحتطاب من الغابات، وبذلك يساهم الغاز الحيوي في التنمية البيئية الريفية وفي تحقيق دخل إضافي للفلاح.
وبالنظر إلى الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تجنى من إنتاج الغاز الحيوي، وإلى ما تحقق من نتائج إيجابية عبر تجارب بعض الدول التي ذهبت بهذا الاتجاه، لا بد من التفكير جدياً بضرورة وضع خطط وبرامج عمل للتوسع بهذا المجال وتطوير التجارب الحالية الموجودة لدينا والتي لا تزال على نطاق ضيق، لتحقيق نقلة نوعية على مختلف المستويات في الزراعة والصناعة وتوليد الطاقة، ولعل الأهم من ذلك كله أن يكون لدينا بيئة نظيفة معافاة.