تأتي كخطوة جدية وعملية في نشر ثقافة التحول إلى استخدام الطاقات البديلة وترشيد استخدام الطاقة الأحفورية.
رغبة الحكومة في دعم استخدام السخانات الشمسية خبرناها منذ سنوات كثيرة لكن لم نكن نلمس أي خطوات فعلية تجاه تنفيذ هذا المشروع الذي كان يصطدم دائما بتخصيص الاعتمادات.
وجدية هذه الخطوة اليوم جاءت من خلال أربع نقاط:
الأولى.. إن مشروع دعم السخان الشمسي يأتي ضمن تنفيذ سياسة الحكومة لنشر الوعي الطاقي وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة بديلا من الوقود الاحفوري في ظل التحديات العالمية لتوفرهذا الوقود, بمعنى أن المشروع يحمل صفة الاستراتيجية وليس مشروعا مرحليا.
الثانية ..إن الجهة التي أعدت الدراسة والتي ستشرف على تنفيذ المشروع هي وزارة الكهرباء التي لها مصلحة كبيرة في أن يرى هذا المشروع النور ويتم انجازه بجدية وبسرعة دون مماطلة لأنها الجهة الأكثر تأذيا من عدم انتشار أجهزة التسخين المنزلية الشمسية واعتماد المواطنين على الكهرباء والمازوت وتسخين المياه, ما يشكل إرهاقا للوزارة في استهلاك الطاقة بشكل عشوائي.
الثالثة.. إن الآلية التي تم اعتمادها لتنفيذ الدراسة أو المشروع - تقديم منحة بقيمة 50 بالمئة من سعر السخان على ألا تتجاوز قيمة هذه المنحة 20 الف ليرة كحد اقصى حيث رصدت الحكومة 2 مليار ليرة لدعم المرحلة الاولى من المشروع المتضمنة دعم 100 الف سخان سيتم توزيعها خلال عامي 2013 -2014 - آلية مناسبة من شأنها تحفيز المواطن على اقتناء هذه الأجهزة وذلك من خلال تقديم تسهيلات مادية تشجيعية.
الرابعة.. نفقات المشروع تم رصدها من اعتمادات وزارة الكهرباء ,أي أن المشروع لن يصطدم بعد اليوم بمعضلة تخصيص الاعتمادات.
وأخير.. لنعترف جميعا بأن خطواتنا بطيئة فعلا في التعامل مع هذه الثقافة لكن بالمحفزات المذكورة وبالتركيز على وسائل التوعية وحملات الترشيد وخاصة الحملة الوطنية التي تقودها وزارة الكهرباء يمكن أن تكون الخطا أسرع.
h_shaar@hotmail.com