وارتفع سعر الأونصة من الذهب ، ومن خلال تحليل وقائع أسواق المال العالمية نجد تراجع سعر صرف الدولار عالميا وزيادة سعر الذهب، وهذا عائد إلى مجموعة من العوامل منها :نتائج تداعيات الفوضى الاقتصادية العالمية المنطلقة من بيت المال العالمي الأميركي (وول ستريت) وقلة الطلب على سندات الدين وزيادة العجز في كل من الميزان التجاري وميزان المدفوعات الأميركي وارتفاع حجم الديون السيادية وتراجع معدل النمو الاقتصادي الغربي وزيادة عدد أفراد الطبقة الوسطى في كل من الصين والهند وميلها لاقتناء الذهب أكثر من الدولار وإمكانية تحويل الذهب إلى أية عملة أخرى....الخ.
ومن الناحية الواقعية والعملية ارتفع سعر الأونصة الواحدة من الذهب من عيار /24/ وبوزن ( 31,1) غرام خلال الأسبوع الأخير بمقدار /25/ دولاراً حيث كان سعر الأونصة /1375/ دولاراً وارتفع إلى /1400/ دولار بتاريخ 24/8 /2013 وينحى نحو الزيادة وقد وصل في العام الماضي إلى /1900/ دولار ، وفي سورية ومن باب المقارنة نجد أن سعر الأونصة من الذهب ارتفع من ( 140844) ليرة سورية بتاريخ 14/8/2013 إلى ( 150867 ) ليرة سورية أي بزيادة قدرها (10023) ليرة وبمعدل زيادة قدره (7,1%) ، ومن الأمور الاقتصادية المثارة على الساحة الاقتصادية السورية حاليا السماح باستيراد الذهب الخام اعتماداً على المرسوم رقم 53 لعام 2012 والقاضي ( بإعفاء مستوردات الذهب الخام من كل الرسوم ، مقابل رسم مالي قدره 100 دولار أميركي عن كل كيلو غرام ذهب خام ) ومن هنا نتفهم النتائج الايجابية لتنظيم الاستيراد من قبل كل من البنك المركزي السوري والمديرية العامة للجمارك.
حيث بموجب ذلك سيتم تقليل كميات الذهب المهربة والتحكم في التأكد من مطابقة الكميات المستوردة للمواصفات القياسية العالمية والسورية للذهب من ناحية الوزن والنوعية والسعر وتقليل حالات الغش والتزوير ورفد خزينة الدولة بإيرادات جديدة ...الخ، إضافة إلى معرفة كمية الذهب وأنواعها وتموضعها في سورية وخاصة أن الذهب هو من أهم الاحتياطيات النقدية ، فهل يمكن القول إننا بدأنا نعود تدريجيا نحو العمل بطريقة اقتصادية تدعى ( قاعدة الذهب ) والتي تتضمن تثبيت قيمة الليرة السورية بما يعادلها وزنا من الذهب والاحتفاظ باحتياطي كاف والسماح بتداوله ، ونحن من المتأكدين أننا نرى في الأفق الاقتصادي العالمي توجه للعودة إلى قاعدة الذهب وهذا أقدمت عليه الصين مؤخرا.
كما توضح ذلك في الدعوة التي أطلقها الرئيس الروسي مع قادة دول البريكس بضرورة البحث عن عملة عالمية تحل محل الدولار الأميركي إضافة إلى أن العديد من دول العالم بدأت تتخلى تدريجيا عن اعتماد الدولار الأميركي واللجوء إلى الذهب كعملة أساسية في احتياطياتها النقدية ولا سيما بعد التراجع الكبير و الدراماتيكي في سعر صرفه أمام العملات الأخرى ، فهل نعود لنغنى أغنية فيروز (غالي الذهب غالي وعليت عناقيده ؟!!) هذا مانتوقعه وإن غداً لناظره قريب .