وكانت مجزرة مروعة اشعلت الغضب الشعبي وهيأت لانتفاضات ضد معتد يملك القوة ولايملك الحق.
وفي توقيت استفز مشاعر الفلسطينيين أي بعد مرور 16 عاماً ويومين على تلك المجزرة أعلن الاحتلال في 25 شباط الماضي ضم المسجد الابراهيمي إلى سجل التراث اليهودي المزعوم لترسيخ سياساته الاحتلالية بعد أن قضم 40٪ من مساحة الضفة الغربية ويكمل بناء الجدار العنصري وتهويد القدس وتقسيم الاقصى المبارك الذي اطلق شرار الانتفاضة الفلسطينية الثانية المسلحة والمحصنة بمشروعية مقاومة الاحتلال.
هاهي الآن محاولة الاستيلاء على الحرم الابراهيمي والذي سيتبعه سرقة مسجد رباح ومسجد قبة راحيل وقبر النبي يوسف تهيئ المناخ لهبة جماهيرية شعبية تعيد تصحيح البوصلة الفلسطينية التي تبدو ضائعة في متاهات مفاوضات سلام عبثية في رهان أطراف على صمود غريزة العدوان والاحتلال أمام طبق شهي من استباحة حقوق الغير، أقصد هنا من راهن على أن في جعبة اسرائيل نية واحدة للسلام واستنجد بأميركا.
ومن فعل ذلك من المراهنين سقط أخيراً في نفق المراهنة القذر على عدو بالطبع لا بالتطبع مجرم وعنصري ومحتل وغيرها من الطباع التي لم تتوقف اسرائيل يوماً على ترسيخها كميزة صهيونية تتفرد بها.
تطورات الاحداث ووقائعها تؤكد أن القضية الفلسطينية والتي لم تغب يوماً عن ملفات المجتمع الدولي، تمر بلحظة خطيرة تحت غطاء احتكار الاقوياء للقرار العادل الذي يحقق السلام للشرق الاوسط ويعيد الحقوق لاصحابها وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني الذي يقاوم محتلاً أصبحت جرائمه تترك المشهد مفتوحاً على حالة بركانية كامنة تغذيها الجرعات المسمومة من تهديدات اسرائيل لدول المنطقة بالعدوان والحروب وتترك نتنياهو رئيس وزراء حكومة مستوطنين لحكومة توسع استيطاني تتمرد على الشرعية الدولية بمظلة اميركية ترفض حتى ترك الباب موارباً لتسرب أمل لشعوب المنطقة بردع اسرائيل في زمن رسالة التغيير التي ضخها أوباما للعرب والمسلمين مؤكداً أنه مع قيام دولة فلسطينية مستقلة يبدو أن خرائطها احترقت مع احتراق كل أوراق خرائط الطرق ماقبل أوسلو وبعدها وأن الطريق الوحيدة السالكة هي المقاومة التي تتمسك سورية بشرعيتها وتدعمها انتصاراً للقضية العادلة.