تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في مراحله الأولى!!

إضاءات
الأربعاء 6-4-2016
أحمد عرابي بعاج

منذ أن شكلت واشنطن حلفها الصوري لمحاربة الإرهاب وهي تقدم بين الفينة والأخرى للرأي العام قصصاً هوليودية عن اغتيالات لقادة إرهابيي داعش وضرب مراكز تجمُّع وغيرها من انتصارات لا دليل عليها سوى ما يصرّح به مسؤولوها.

نسيت واشنطن أن التقدم التقني تجاوز تسعينيات القرن الماضي عندما احتلت العراق ومنعت بَث أي خبر عن الحرب إلا ما تسمح به وتصرّح عنه في مراكزها الإعلامية حيث ترسم سيناريوهات كما يحلو لها، وعلى العالم أن يصدق ذلك شاء أم أبى.‏

الآن تقوم واشنطن باللعبة ذاتها ولكن لإيهام المواطن الأميركي وإخافته من الإرهاب وابتزازه وتقديم الإدارة الأميركية على أنها قائد الحرب على الإرهاب ضد داعش وسواها.‏

ليس من المستغرب أن يصوت الكونغرس الأميركي مؤخراً بأغلبية ساحقة على تمويل يسمح للبنتاغون بتدريب «معارضة معتدلة» مرة أخرى، بعد أن فقدت خمسين من مرتزقتها الذين كلَّفوا نحو خمسمائة مليون دولار لتدريبهم على ذمّة القادة العسكريين في واشنطن، إذ ليس من مصلحة أي من أعضاء الكونغرس حالياً ديمقراطيين أم جمهوريين الوقوف في وجه تمويل حملة ضد الإرهاب ليبدوا ذلك وكأنه ضد رغبة غالبية الأميركيين في محاربة الإرهاب، فلعبة الانتخابات الرئاسية على أشدّها الآن، يعقبها انتخابات للكونغرس يزايد فيها الساسة الأميركيون في مكافحة صورية للإرهاب لم تغنِ ولم تُسمن وتراوح في المكان، يتخللها بعض تلك الأخبار الملفقة عن مقتل هذا أو ذاك من قادة داعش، دون أن نعرف أو نرى أو نسمع ما يثبت تلك الأخبار الهوليودية الملفقة.‏

مشروع تمويل «المعارضة المعتدلة» الجديد يتحدث عن تدريب أعداد محدودة لا تتجاوز العشرة، وإذا نجحت في تدريبهم وأثبتوا جدارة في محاربة الإرهاب تستمر وهكذا.‏

لا ندري ما هي مقومات نجاحها أو مقياس هذا النجاح، هل ستحارب داعش بعشرة منهم كل عام مثلاً، شرّ البليّة ما يُضحك.‏

من الواضح أن واشنطن غير مستعجلة في محاربة الإرهاب على المستوى الدولي وخاصة في منطقتنا، فالإرهاب شأن لا يزعجها ولا يؤرقها وتستفيد منه، فهي من أنشأه أصلاً ودعمه وأمَّن له التمويل من مملكة الشر وأخواتها وساعده في التمدد والاستمرارية حتى الآن، وحتى ولو أصابت شظاياه حلفاءها الأوروبيين لا يهم، فما زال الإرهاب بعيداً عن ضفة الأطلسي الأخرى.‏

وهي لم تقتنع بعد بضرورة المساهمة مع روسيا في التعاون لإيجاد حل سياسي في سورية طالما أنها تستفيد مما يحصل، وحصار الشعب السوري اقتصادياً وخراب المنطقة ودمارها لا يقضُّ مضاجع ساستها.‏

فما زالت واشنطن في مراحلها الأولى من زعمها محاربة الإرهاب وهي في طور التجريب والتدريب ولينتظر من ينتظر..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2287
القراءات: 1724
القراءات: 1801
القراءات: 1841
القراءات: 2106
القراءات: 1967
القراءات: 1978
القراءات: 1921
القراءات: 2019
القراءات: 1982
القراءات: 2241
القراءات: 2085
القراءات: 2111
القراءات: 2112
القراءات: 2220
القراءات: 2264
القراءات: 2248
القراءات: 2387
القراءات: 2482
القراءات: 2326
القراءات: 1604
القراءات: 2377
القراءات: 2434
القراءات: 2426
القراءات: 2524

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية