كثيرة هي النقاط التي يتم أخذها في الحسبان قبل بدء أي عمل عسكري هنا أو هناك.. أولوية الجغرافيا نقطة، وارتباط العملية العسكرية بتفاهمات سياسية نقطة أخرى، إضافة إلى ترابط الجبهات، وطبيعة الجو الدولي، ليبقى الشيء الثابت عدم قبول الجيش العربي السوري باستهداف المجموعات الإرهابية للأحياء المدنية، والمضي قدماً نحو تحرير الأرض السورية برمتها من رجس الإرهاب والإرهابيين.
تجدد اعتداء المجموعات الإرهابية على مناطق حلب، وسقوط عدد من الجرحى والشهداء المدنيين ليس إلا من باب ردة الفعل على التقدم الذي يحرزه أبطال الجيش العربي السوري في الجنوب من إدلب، ومحاولة من تلك المجموعات الإرهابية لعرقلته، والتشويش عليه.. إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل ليعلن الجيش العربي السوري استعادة السيطرة على قرية المشيرفة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة خسائر بالأفراد والعتاد.. بانتظار عمل عسكري حاسم لتطهير غرب حلب (في جبل شويحنة أو حدش الليرمون أو المدينة الصناعية في الليرمون) من البؤرة الإرهابية الموجودة فيها (النصرة، والاوزبك والشياشان) ليكون الهدف اللاحق نحو عمق الامتداد الإرهابي في إدلب.
قد يقول البعض أن ثمة ضبابية تلف الجغرافيا (الادلبية) ومنطقة الجزيرة السورية، من حيث ازدحام تلك الساحات بالكثير من الإشكاليات.. إلا أن حقيقة الأمر أن تلك الضبابية ليست إلا بفعل محتل وطامع بخيرات سورية، ومعرقل للحل السلمي فيها.. لكن نظر القيادة والجيش العربي السوري فإن الصورة والأمور، المستقبل القريب واضح جداً، وما الحكاية إلا مسألة وقت، فالإيمان كبير وراسخ بأن تلك الأراضي ستعود قريباً لكنف الدولة السورية عزيزة طاهرة.. وما محاولات المحتل الأميركي والتركي للبقاء في الجغرافيا السورية إلا كمن يزرع الملح وينتظر جني محصول وفير.