تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوباما بعد التعديل

حـــدث و تعــليـق
الثلاثاء 13-10-2009م
نادية دمياطي

إذا اختصرنا تسونامي سيل ردود الافعال على الحدث المفاجئ الذي منح الرئيس باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، فإن مزيجاً عجيباً من الاشادة والتشكيك والرفض رسم أسهماً متضاربة بأقلام المعارضين والمؤيدين والمعلقين على هذا الحدث الذي سبق زمانه ومكانه وقفز للامام محدداً معالم حلم دولي بعالم لا نووي ينعم بالامن والسلام.

فبين مادح ورافض ومدهوش ومؤيد وحتى ساخر اعتبر منح نوبل لسيد البيت الابيض مكافأة له ليعمل من أجل السلام وتعزيز الدبلوماسية والحوار والتعاون الدولي.‏

ذهب البعض مثل أبي الثورة الكوبية فيديل كاسترو لاعتبار الحدث أمراً ايجابياً يرمي لانتقاد سياسة الإبادة التي اتبعها سلف أوباما جورج بوش رئيس الحروب الاستباقية ومؤكداً أنه ينتظر أن يرى هذا القرار اكثر من مجرد جائزة لاوباما.‏

في عقر دار أوباما تساءل الاميركيون عما أنجزه رئيسهم ليستحق الجائزة ؟! وفي عقر الامم المتحدة رحب أمينها العام واصفاً أوباما بأنه يجسد رؤية جديدة للحوار.‏

بكل المقاييس نوبل لاوباما نقمة مختلطة بنعمة فهي المسافة بين الوعود والانجاز والتزام بالتخلي عن سياسات بوش الاجرامية التي ترى صحيفة نيويورك تايمز أنه لم يتخل عنها بعد بالقدر الذي تعهد به، وهو الخروج من مستنقع الحربين واغلاق غوانتانامو والخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة؟!‏

سيل ردود الفعل جمعها عقد واحد هو كلمة السلام التي كافأت لجنة نوبل أوباما على ايجاد مناخ جديد لها بدعوته ونياته لعالم خال من الاسلحة النووية، وليس بالطبع على تحقيق هذا الهدف؟!.‏

بين النيات والنووي مسافة شائكة تتطلب التزاماً بالتخلي عن الاحادية والتفرد واسقاط ازدواجية المعايير من جدول أعمال أوباما وإدارته.‏

من منظورنا، فإن الطريق إلى جهنم مفروشة بالنيات الحسنة، ومحك رسالة التغيير وحامل نوبل للسلام ليس الوعود بل بانجاز سلام عادل وعد به أوباما شعوبنا التي يؤرقها استمرار الدعم الاميركي لاسرائيل والتستر على جرائمها وعلى اسلحتها النووية.‏

يستحق أوباما نوبل أو لا، أمر مرهون بالنسبة لنا بالطحين لا بالضجيج ، ومع العالم نترقب أوباما بعد التعديل الذي أثار مخاوف اسرائيل من أن تكون الجائزة دافعاً كي يملي عليها السلام لانه لايخدم أهدافها حسب رئيس الكنيست الصهيوني روفين ريفلين؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1584
القراءات: 856
القراءات: 813
القراءات: 1026
القراءات: 818
القراءات: 933
القراءات: 924
القراءات: 1051
القراءات: 878
القراءات: 916
القراءات: 1010
القراءات: 920
القراءات: 948
القراءات: 1061
القراءات: 1024
القراءات: 968
القراءات: 1009
القراءات: 1930
القراءات: 975
القراءات: 1138
القراءات: 997
القراءات: 1026
القراءات: 992
القراءات: 1019
القراءات: 1073

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية