تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السيدة... حمالة الحطب

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 4-7-2012
نبيه البرجي

هل هؤلاء هم الذين يأتونن بالربيع إلى سورية؟ ومتى كانت السنونو، أو زهرة الياسمين، تتكلم بلغة هولاكو أو بلغة.. أيمن الظواهري؟

لا نتحدث جزافاً، بل إنها معلومات موثقة، حول أشكال البربريات التي يتم توضيبها، ومن ثم تصديرها، إلى سورية لنقلها إلى الحداثة. أجل، حفارو القبور، ومصاصو الدماء، وقتلة التاريخ الذين لا يجدون لهم موطئ قدم حتى في حضرة العصر الحجري، هم من يعيدون لدمشق، ولحلب، ولحمص، ولحماة، وللاذقية، ولدير الزور، وللقامشلي، ولادلب، وبالطبع لكل ضفاف بردى، ولكل ضفاف العاصي، بهاءها.‏

يا بادية الشام تكلمي، وقولي لهم إن أرض الشام لم تكون مرتعاً لشذاذ الآفاق الذين يحملون على ظهورهم أيديولوجيا الدم عندما تعقد قرانها على أيديولوجيا المال، ويجدون من ينقلهم إلى سورية فقط لكي لا تبقى سورية.‏

نعلم أن هناك من حذر من تلك اللعبة الخطرة لأن شوائب أي نظام (انظروا إلى تلك اليوتوبيا العربية الغراء)، لا تعالج بالسواطير، ولا بالفتاوى التي لا تليق حتى بالوحوش، ولا بالافواه التي تتقيأ الليل.‏

تابعوا مصطلحاتهم، ونبرتهم، وأسنانهم، وقبضات أيديهم، بعيداً عن تلك الظاهرة التي تختال على أنغام الشيشكباب في اسطنبول والتي لا تعدو كونها ظاهرة ببغائية، إلا فيما ندر، والتي تغمض عينيها، وإلى حد العمى الكامل، عن مشهد الرعاع الذين وفدوا من كل حدب وصوب، وفي وجوههم كل تقاطيع تورابورا، من أجل تحرير سورية من السوريين.‏

ماذا فعل هؤلاء بكل أرض حلوا بها؟ وماذا فعل مال العرب غير خراب العرب. خراب العقل مثلما هو خراب القلب، وكان باستطاعتنا أن نكون في الصف الأمامي، وليس ظلالاً للأمم وللعبة الأمم، لو سقطت شهرزاد، ومعها حمالة الحطب (وكلنا الآن على خطى السيدة.. حمالة الخطب)، ومعها حرب البسوس، والبكاء، بل التغني بالأطلال، فالربيع هو الربيع حيث يتفتح العقل، وحيث يتفتح القلب، لا أن نحمل أحاسيس الكهوف. ألم يتحدث أحد شعرائنا عن... رقصة العنكبوت؟‏

منذ البداية، قلنا، ونحن نعيش سورية، آلام سورية وأفراحها، ألا حل إلا بالتفاهم السوري. لا نزال، ورغم كل تلك التضاريس الدموية الهائلة، على قناعتنا أن إنقاذ سورية لا يمكن أن يكون إلا بأيدي السوريين، لا بأيدي البربريات المستوردة والتي تفهم النصوص المقدسة تماماً كما تفهمها الذئاب، تماماً كما تفهمها الأفاعي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 764
القراءات: 801
القراءات: 878
القراءات: 962
القراءات: 998
القراءات: 912
القراءات: 814
القراءات: 1026
القراءات: 870
القراءات: 847
القراءات: 973
القراءات: 1071
القراءات: 1059
القراءات: 1165
القراءات: 955
القراءات: 1122
القراءات: 1036
القراءات: 986
القراءات: 908
القراءات: 1018
القراءات: 979
القراءات: 1017
القراءات: 1007
القراءات: 1056
القراءات: 1070

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية