وبعد الكثير من (العيران السياسي) والقليل من زبدة النتائج التي هلوس بها البعض, غادرنا تاركاً لبنان في (عليّقة) طور الاعتدال يتقلب على جمر نار اجتماعات تتأوه بين الرياض والدوحة وكلام يمتزج فيه الجمهوري المؤبد بالملكي المسرمد بالساترفيلدي المؤكد والسيادي.. الملبد.
في مجلس النواب وبعد الاجتماعات المخصية سلفاً..تحضرني خباثة تقول إن أمين الجميل لم يبدأ شيئاً في حياته وأتمّ إنجازه,.. ولكم عند كريم بقرادوني سؤال في جوابه ينبينا بكنه الخبر, وربما لهذا الأمر أصرّ الخبير المحلّف في السياسات الكبرى سعد الحريري على غرس عود الجميل في طاولة الحوار.ولنراقب معاً متانة الضلع العربي في قاموس الرجل ,لنعرف أنه أضاف نكهة تقطيع الوقت ليس إلاّ.
أعتقد أن الكثيرين باتوا يعرفون إذا تابعوا صحفاً في الرياض أو القاهرة منحى الأزمة اللبنانية أكثر من أهلها..لكن مقصدي هنا أن مهمة الأمين العام نبهتنا إلى أن الرجل لديه ملفات كبيرة أخرى غير التبولة اللبنانية حيث ينتظره الكُشري في القاهرة والكبسة في الرياض ليعلم ما هو المطبخ المفضّل قبل القمة العربية , مع العلم أن أبا العلاء المعري نصح بالمطبخ الحلبي, وأنا بكل تواضع أنصح به مع قليل من (الشطة الأرمنية).
ما لنا نسينا القضية وذهبنا إلى بطوننا .. فالرجل أدخل نفسه في صواعد ونوازل مغارة جعيتا والأربعين رأياً ,وربما احترقت الطبخة,حتى لأكاد أشم رائحة بشعة ,لكن لا بأس فقد اعتاد العرب تناول طبخات الآخرين مهما كانت ,حتى استمرؤوا الهوت دوغ.
لم يكن لدى الرجل في مطار بيروت من كلام أحجم عنه في البرلمان سوى أن يقول لنا بأن نصلّي كي تُحلّ الأزمة..أي أنه لم يترك لنا خياراً عربياً نعرفه عن بطن قلب سوى الصلاة ,من دون أن يعرف أننا نترحم منذ زمن بعيد على إرادة العرب وذائقتهم...
أما القمة فلها مائدة أخرى.
كاتب لبناني
ghassanshami@gmail.com