تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المقامة السوقية

أبجد هوز
الأربعاء 26-8-2009
خطيب بدلة

حدثنا أبو مرداس الإدلبي عن أبي عبدو اليعربي، عن السيد أبي ماهر، بطل مقامتنا المعاصر: أنه نزل إلى السوق،

وجيبه في الأساس مخروق، يريد شراء غرضين ، بالنقدي وليس بالدين، فوجدها بالبضائع عامرة، الشعبية منها والفاخرة ، وكأن السوق في رمضان، قد تحولت إلى مهرجان ، ووجد منظر البضائع، بهيجاً وأكثر من رائع ، ووجد مساحات الأرصفة ، بالبضائع الكثيرة مغلفة ، والسحاحير فوقها مصففة.‏

والناس في الشارع تتدافع ، من يتقدم ومن يتراجع ، والسيارات تشفط وتزمر ، وأحياناً تحرن وتشختر، وسرعان ماهاجمته الشحاذات، المنتشرات في السوق بالعشرات، هذه تدعو له بالصبر، والأخرى بطول العمر، وأن يجيره الله من الفقر، وهو لايستطيع شراء كعكة، والفقر ناصب حوله دبكة ، فدخله ياسيدي محدود، وأفق مستقبله مسدود، فما يسمى تعويض العائلة ، لايكفي للشحاذة السائلة، وأما العمل الإضافي، فهو ثالثة الأثافي ، وتعويض حوافز الإنتاج ، قد أخضعوه للمونتاج ، ليصبح مرضاً بلا علاج.‏

وهو يدفع لقاء الفواتير، مايُجلس غنياً على الحصير، فضريبة الدخل على الراتب، أكبر من كل المصائب ، واقتطاع نسبة للنقابة ، الأكثر طرافة وغرابة ، ويدفع ضريبة النظافة للبلدية، وأسعار الكهرباء بالنسب التصاعدية ، وإذا حكى ثانيتين في الموبايل، سجلوهما دقيقة في الحال ، الله يجيبك ياطولة البال!‏

ومضى أبو ماهر إلى الأمام، وشق طريقه وسط الزحام وتفحص الأسعار بعينيه ، فأشاب ارتفاعُها فوديه ، فسعر اللحمة والله يكوي ، وسعر الفروج جعله يعوي، والخضار التي تفرم للسلطة، قد شجت رأسه بزلطة ، وأسعار الفواكه بالنار، قد أوقعت مدخوله في الحصار ، عدا عن غلاء الملابس ، قبيل افتتاح المدارس، والكتب والأقلام والدفاتر ، وأدوات الهندسة والمساطر ، عجبك هيك ياأبا ماهر؟‏

وبينما كان يغادر السوق، اقترب منه رجل حربوق ، وأعطاه ورقة مطوية ، مكتوبة بالحروف العربية، عن عرض رائع للسيارات ، مخصص لأرباب العائلات ، ادفع خمسين ألفاً نقداً ، وكلف خاطرك وتعال عندي ، واستلم سيارة كاليخت، في كل البلد مالها أخت ، وادفع عشرين ألفاً بالشهر ، تكن مسروراً طيلة العمر!.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 26/08/2009 02:38

مقامة رائعة تعبر عن كاتب متمكن في قلمه, فلا أجد لنفسي مخرجا سريعا للتعليق عليها.

محمد غسان الجزايري |  ghassan.jz@mail.sy | 26/08/2009 10:42

جزيت خيراً على إحساسك بمعاناة الآخرين ؟ وما أكثر الذين يكتبون بهذا الاحساس في الصحف ومواقع اعلامية أخرى. والسؤال هل تجدي هذه الكتابة نفعاً ؟ هل تندرج هذه الكتابة في قائمة الشموع التي تنير الظلام ؟أم في قائمة لعن الظلام ؟ أحسب أن الكاتبين بهذا الاحساس صادقون لكن ما هكذا تورد الإبل يا سعد . نحن في بلد خير جداً مليء بالطاقات ، نحتاج فقط إلى إضاءة شمعة على طريق سيادة القانون والحد من البيروقراطية ومكافأة المحسن ومعاقبة المسيء،فلو كتب الكاتبون بما يحقق ذلك لتغير الحال ولعاشنا في سعادة وهناء.

ايمن |  ABO.YUOSSED.COM | 26/08/2009 23:16

كلك على بعضك ظرافة

بنت البلد  |  juliadomna@yahoo.com | 29/08/2009 00:13

بارك الله بك عمو أبو مرداس .... وجعل من أمثالك آلاف الناس ..... والى مزيد من التقدم في مقاماتك الرمضانية الحلوة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 849
القراءات: 994
القراءات: 899
القراءات: 1278
القراءات: 1278
القراءات: 1032
القراءات: 1452
القراءات: 922
القراءات: 1111
القراءات: 2086
القراءات: 1230
القراءات: 1065
القراءات: 1059
القراءات: 1457
القراءات: 1045
القراءات: 1150
القراءات: 1223
القراءات: 1264
القراءات: 1095
القراءات: 1314
القراءات: 1105
القراءات: 1260
القراءات: 1192
القراءات: 1245
القراءات: 1305

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية