تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صور الموت الداخلي

رؤيـــــــة
الجمعة 9-2-2018
سوزان إبراهيم

ليس هناك أكثر من نتيجة نهائية ووحيدة للموت, هذا ما نعرفه: أي أن الموت يعني توقف الحياة, لكن ثمة من يموت سريرياً, بينما تبقى أجهزة الجسم عنده تعمل, وثمة من يدخل في غوما تطول أو تقصر, فليس هو بين الأحياء ولا هو بين الأموات!

استطاعت أحدث طرق التصوير بالرنين المغناطيسي كشف تفاصيل غير معقولة لبنية الدماغ, خاصة صور القذف «بالبوزيترون» الملونة, حيث يظهر الدماغ المكتئب بألوان هامدة تدل على عدم نشاط المخ: أزرق داكن, أرجواني غامق, وأخضر قاتم, لكن نفس الدماغ عندما يكون في حالة هوسٍ خفيف يضيء مثل شجرة عيد الميلاد ذات الألوان الساطعة: الأحمر, الأصفر, والبرتقالي.‏

أخيراً تمكن العلم من مراقبة وتسجيل مظهر وبنية الدماغ تماماً.. هكذا تبدو صورة الموت الداخلي الهامد للاكتئاب أو الحيوية النابضة النشطة للهوس!‏

ترى لو استطعنا مطالعة صور أدمغة السوريين, فكيف ستبدو؟ ما ألوانها؟‏

كيف يمكن لأدمغة بشر عانوا ومازالوا من بشاعات الحرب أن تظهر في صور القذف بالبوزيترون؟‏

قيل إن معظم العباقرة يميلون إلى أن يكونوا أشخاصاً غير عاديين, وأنشطة أدمغتهم غير اعتيادية كذلك, يمكننا إذاً تخيّل أدمغتهم وهي تتألق بألوان ساطعة وزاهية.‏

منذ قرون, ودون مبالغة, توقفت معظم الأدمغة العربية عن التألق.. وأعتقد أن نسبة عالية جداً منها ستظهر في الصور الحديثة بألوان داكنة قاتمة دلالة على خمول وموت صامت للعقل!‏

هل نحاول تزيين أشجار أدمغتنا بالألوان الزاهية للتفكير والتخيل والأحلام!‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1535
القراءات: 1614
القراءات: 2008
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1524
القراءات: 1592
القراءات: 1518
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1599
القراءات: 1636
القراءات: 1610
القراءات: 1644
القراءات: 1646
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1657
القراءات: 1676
القراءات: 1685
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية