استطاعت أحدث طرق التصوير بالرنين المغناطيسي كشف تفاصيل غير معقولة لبنية الدماغ, خاصة صور القذف «بالبوزيترون» الملونة, حيث يظهر الدماغ المكتئب بألوان هامدة تدل على عدم نشاط المخ: أزرق داكن, أرجواني غامق, وأخضر قاتم, لكن نفس الدماغ عندما يكون في حالة هوسٍ خفيف يضيء مثل شجرة عيد الميلاد ذات الألوان الساطعة: الأحمر, الأصفر, والبرتقالي.
أخيراً تمكن العلم من مراقبة وتسجيل مظهر وبنية الدماغ تماماً.. هكذا تبدو صورة الموت الداخلي الهامد للاكتئاب أو الحيوية النابضة النشطة للهوس!
ترى لو استطعنا مطالعة صور أدمغة السوريين, فكيف ستبدو؟ ما ألوانها؟
كيف يمكن لأدمغة بشر عانوا ومازالوا من بشاعات الحرب أن تظهر في صور القذف بالبوزيترون؟
قيل إن معظم العباقرة يميلون إلى أن يكونوا أشخاصاً غير عاديين, وأنشطة أدمغتهم غير اعتيادية كذلك, يمكننا إذاً تخيّل أدمغتهم وهي تتألق بألوان ساطعة وزاهية.
منذ قرون, ودون مبالغة, توقفت معظم الأدمغة العربية عن التألق.. وأعتقد أن نسبة عالية جداً منها ستظهر في الصور الحديثة بألوان داكنة قاتمة دلالة على خمول وموت صامت للعقل!
هل نحاول تزيين أشجار أدمغتنا بالألوان الزاهية للتفكير والتخيل والأحلام!
suzan_ib@yahoo.com