حيث حلقت أسعار البيض والفروج عالياً، وجن جنونها ليصل سعر الكيلو غرام الواحد من الفروج الحي إلى أكثر من ثلاثمئة ليرة سورية وسعر البيضة تجاوز العشر ليرات.
وها هي توجهات لوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية تلوح في الأفق عن النية للسماح باستيراد الفروج المجمد، لتعويض النقص الحاصل في لحم الدجاج والسعي لتوفيره مجمداً بأسعار ترضي المواطن.
فإن تحققت هذه النية فستكون الحل الأسوأ لمعالجة الوضع الحالي لقطاع الدواجن في سورية، التي راجت وازدهرت خلال السنوات المنصرمة،أقلها تعريض أكثر من عشرة آلاف مدجنة ومنشأة للتربية مع عمالها ومالكيها لاحتمالات البطالة والعطالة عن العمل ويؤثر على إنتاج أكثر من ربع مليون طن من الفروج وأكثر من أربعة مليارات بيضة.
ويبدو أنه غاب عن مخيلة القيّمين في الاقتصاد أن سعر الأعلاف وتكاليف إنتاج البيض والفروج مرتفعان عالمياً ولهذا لن يكون ثمن الفروج المجمد أقل من الموجود في السوق، ومن جهة ثانية فمن أين سيؤتى بالبيض؟
لهذا وذاك فإن المطلوب فعلاً اعادة النظر فيما اتخذ من قرارات، والتريث في النوايا-إذا لم تصل إلى مستوى قرارات- ودراسة النتائج حتى لو استلزم الأمر إعادة دعم واردات أعلاف الدواجن لتعيد أسعار الفروج إلى سيرتها الأولى وسابق عهدها، خصوصاً في هذه المرحلة، والجميع يدرك حجم الدعم المقدم في كل القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية.