وأصادف مقطوعات ومؤلفين غاية في الروعة.
عنوان المقطوعة الموسيقية لافت فعلاً، فهل تملك الأوهام عالمها السحري!
سيقودني العنوان إلى فتح أسئلة قديمة/ جديدة لا إجابات نهائية عليها: هل الحياة التي نعيشها على الأرض حقيقية؟ هل كل ما يحيط بنا من ظواهر حقيقي؟
الأكيد علمياً أن الشمس لاتشرق ولاتغرب، لكن دوران الأرض حول نفسها يخلق تلك الظاهرة المدهشة كشروق الشمس، أو غروبها.. الشمس مضيئة أبداً ولا عتمة أبداً.. لكن مرة أخرى فإن دوران الأرض هو ما يولّد تعاقب الضوء/ النهار، والعتم/ الليل!
الموسيقا قادرة على خلق غلاف نفسي يحيط بنا, يجعلنا نحلّق في المكان ونذهب بعيداً في الزمان (جرّبوا الإصغاء لموسيقا نينوى)، هذا ما تفعله الأفلام السينمائية، والروايات الجميلة، والفنون الراقية.. إنه الخيال.. الأحلام.. الرؤى.. إنه عالم الأوهام السحري!
الوهم- في جانبه الإيجابي- أداة جيدة للدفاع عن النفس والعقل خشية أن يذهب بهما الواقع المتوحش إلى خارج منطقة الضبط والتحكم. الوهم الجميل حلٌّ يبدو غير مكلف لمواجهة الحياة وخيباتها.. وشرورها وأشرارها...
العالم السحري للأوهام سيكون مفيداً طالما هو إقامة مؤقتة خارج الواقع، لكن الإقامة الطويلة فيه لن تعود بالنفع أبداً، لأنها غالباً ستعمل على شلّ الفعل الحقيقي.
بعض الوهم درهم وقاية.. بعضه مثل «مسّاجٍ» أو مثل دخول حمام ساونا.. يمنح التجدد ومداواة تشنج عضلات الواقع المحيطة بأرواحنا.
suzan_ib@yahoo.com