والتي كان آخر ما صدر في إطارها من تهويل ومبالغة كاذبة ادعاء وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان من بيونس آيرس بأن امتلاك ايران للسلاح النووي لا يشكل خطراً على الشرق الأوسط وحسب, بل على العالم بأسره..!!
آخر من يحق له الحديث عن السلاح النووي ومخاطره على العالم هو اسرائيل, لا لأنها تدرك مخاطر امتلاكه وتخزينه على نحو ما تدعي كذباً, بل لأنها تمتلكه وتخزنه بمئات الرؤوس وتمارس بامتلاكها له اوسع حالات الخطر على المنطقة والعالم.
وعلى هذا فكل الاتهامات الاسرائيلية لايران من أنها تنوي امتلاك هذا السلاح وأن استحواذها عليه سيكون أكبر تهديد للعالم, وأن اسرائيل لا تستطيع العيش مع ايران النووية.. كل هذه الاتهامات هي باطلة لأنها فبركة سياسية هدفها المحوري تحريض العالم على ايران لمحاصرتها وإضعافها بمصادرة حقها في امتلاك مفاتيح التقدم والتنمية, ودافعها الأساسي هو الانتقام منها على مواقفها الرافضة للاحتلال الصهيوني والداعمة للقضايا العربية العادلة.
ايران لم تقل إنها تسعى لامتلاك هذا السلاح وهي ترفض امتلاكه في الواقع, والتقارير الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية والاستخبارات الأميركية والغربية أكدت هذه الحقيقة لتظل اسرائيل وحدها الكيان النووي الذي يحق لايران وسائر دول المنطقة وحدها القول بإنها لا تستطيع التعايش معه لخطره الجسيم على أمنها ومستقبل أجيالها.
وفي ضوء هذه الحقائق يفترض بالعالم وخصوصاً منه الغرب والولايات المتحدة, عندما يتعاطى مع المسألة النووية أن يميز بين ملف نووي ايراني مخصص للأغراض السلمية, ومشروع نووي اسرائيلي عمره عشرات السنين مخصص لتهديد العرب ودول المنطقة وقد أنتج حتى الآن أكثر من 200 رأس نووي.
فمن غير المنطقي وفق هذه الحقيقة أن تتهم إيران بأنها مصدر خطر كبير على أمن العالم فيما يغض النظر عن المصدر الحقيقي للخطر ممثلاً باسرائيل النووية التي ترفض حتى الآن الكشف عن أنشطتها النووية واخضاع منشآتها للرقابة الدولية لئلا يعرف العالم أنها وحدها هي مصدر الخطر ومبعث القلق الدولي منه.