تقزيم القضية
البقعة الساخنة الأثنين 11-6-2012 عدنان علي من جديد يعلن رئيس السلطة الفلسطينية عزمه تقديم طلب إلى الامم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية، في وقت تمضي اسرائيل بلا هوادة في تنفيذ خططها الاستيطانية في الاراضي المحتلة وخاصة القدس.
والواقع ان الإصرار على هذه الخطوة التي لم تلاق نجاحا كبيرا حين الاقدام عليها في ايلول الفائت، تعكس بحسب مراقبين ضعف الخيارات لدى السلطة وعدم قدرتها على ابتداع اساليب جديدة لمواجهة السياسات الاسرائيلية التي تضع نصب عينيها هدفا واحدا هو تهويد ما تبقى من أراض عربية محتلة وتهجير اكثر ما يمكن من سكانها. ولايعود هذا «العقم النضالي» لدى السلطة إلى قضية موازين القوى المختلّة لغير مصلحة الفلسطينيين، ولا إلى المعطيات العربية والدولية غير المواتية، وهما عنصران قديمان على أي حال، بل إلى ان الفلسطينيين لم يعد لديهم مشروع وطني جامع ولا قيادة مجمع عليها، ولا أي شكل من أشكال المقاومة سواء مسلحة أو سلمية أو شعبية بعد أن ارتهنوا كليا لخيار المفاوضات، في حين ينصب اهتمام الحركتين الرئيسيتين الموجودتين في الساحة على الصراع بينهما وتثبيت مكاسبهما في المحاصصات السلطوية.
وهذا الوضع حول القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية من قضية تحرر وطني لشعب يكافح ضد الاحتلال والعنصرية إلى قضية مساعدات إنسانية، وعلاقات دبلوماسية، ودعم مالي أبعد غاياته دفع رواتب الموظفين وتأمين مستلزمات عمل البلديات.
|