تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا يزال البحث الأميركي جارٍ

إضاءات
الأربعاء 17-8-2016
أحمد عرابي بعاج

منذ بداية الأزمة في سورية حاولت الولايات المتحدة الأمريكية إظهار طرف في المجموعات الإرهابية وكأنها «معتدلة» في إرهابها وكان الغرض من ذلك الاستثمار في الإرهاب

وفي ذات الوقت إقناع الرأي العام الأمريكي والغربي عموماً بأن هذه المجموعة المفترضة ترغب في الإصلاح في سورية.‏

الكاتب الأمريكي سيمور هيرش رأى أن ما يسميها الغرب معارضة «معتدلة» في سورية غير موجودة، بمعنى أن هناك في الولايات المتحدة من يرى ويعرف أيضاً أن الإدارة الأمريكية تكذب في بدعتها تلك.‏

وهو رأي سبق له أن عبّر عنه غير مرة، ويشاطره فيه كثيرون بما فيهم الرئيس أوباما حين شبهها بالفانتازيا...‏

وبعد أكثر من خمس سنوات من الحرب التي فُرضت على سورية لم تستطع واشنطن صاحبة براءة الاختراع في هذا المصطلح أن تضع إصبعها على مكان تلك «المعتدلة»، فتارة تكون جهة ما بالنسبة لها كذلك، ويتضح أنها أكثر إرهاباً وتطرُّفاً ممن تسمهم بالإرهاب علناً، وتارة أخرى تكتشف أن كثيراً ممن تصفهم بالاعتدال ليسوا سوريين، ولم تستطع أن تفسّر واشنطن ما هي مشكلتهم مع الحكومة السورية؟‏

وحتى الآن ورغم الجهود التي تبذلها موسكو في إقناع واشنطن بإعلامها أين هي تلك المعارضة «المعتدلة» لم تجد موسكو للسؤال إجابة...‏

لقد حاولت موسكو مراراً التفاهم مع واشنطن في تحديد مناطق توجيه الضربات إلى الإرهابيين ومع ذلك لم تتعاون معها الإدارة الأمريكية، وقدمت من خلال وزير خارجيتها كيري مبادرات كثيرة للتعاون «الافتراضي» كانت تتسارع كلما اشتدت الحرب على المجموعات الإرهابية، القصد منها احتواء خسائر الإرهابيين والتقليل منها وعرقلة جهود روسيا وسورية في ضرب المجموعات الإرهابية وحمايتهم لضمان استمرار الاقتتال والحرب في سورية أطول فترة ممكنة خدمة لمشروعها في الفوضى الهدّامة.‏

حتى فكرة التعاون في تحديد مواقع إرهابيي داعش والنصرة كانت «اللا إجابة» هي نفسها بالنسبة لموسكو، حيث لا مجال لدى واشنطن ولا رغبة لديها في التعاون، لأنها بوضوح لا ترغب في أن تشهد هزيمة الإرهابيين في سورية، فالاستثمار في الإرهاب مشروعها، وإطالة أمد الحرب غايتها، ودعم الدول الإقليمية التي تموّل الإرهاب وتغطيتها سياسياً وعسكرياً برنامج عملها، والمعتدلة تشبه رحلة البحث عن فرد أعزل في مجموعة إرهابية قاتلة.‏

فالاعتدال لا يتسق وحمل السلاح وقتل المدنيين ونهب ممتلكاتهم وذبح أطفالهم، فالاعتدال يكون سلمياً ومدنياً وعبر الأحزاب السياسية وطاولة الحوار التي لا ترغب واشنطن في إعادة إحيائها لأنها تخشى أن تنكشف أكثر فأكثر مرتزقة سياسية ترعاها هي الوجه الآخر للإرهاب في سورية.‏

وقد اتضح هذا الموقف أكثر فأكثر في معركة حلب حيث انضمت «معتدلة» واشنطن إلى «جبهة النصرة» التي غيّرت جلدها وأبقت على برنامجها وعقيدتها في القتل والإرهاب ولم يعد هناك معتدلة لواشنطن ورغم ذلك فإن البحث الأمريكي لا يزال جارٍ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2500
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية