الذي لم يعد يخفى انه يعيش فترة ذهبية في اطار تكريس احتلاله للأراضي العربية المحتلة خصوصاً عبر تكثيف عمليات الاستيطان سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس أم الجولان السوري المحتل.
ولا شك أن حرب حزيران شكلت تحولاً خطيراً في مجرى الصراع العربي ـ الصهيوني وبات محو آثار تلك الحرب هو محور الصراع والذي كان يدور سابقا على تحرير فلسطين وانهاء دولة الاحتلال . ولا تزال القرارات الدولية العديدة التي صدرت عقب الحرب هي محور كل التسويات المطروحة للصراع وفي مقدمتها القرار 242 القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام . ومما يشير الى مستوى التراجع في الموقف العربي وحدة الصلف في الموقف الإسرائيلي، انه حتى هذا القرار لم يعد مقبولا لدى دولة الاحتلال التي تناور منذ سنوات طويلة من أجل التهرب من استحقاقاته في محاولة للاحتفاظ بالارض والسلام معاً.
ان تمكن اسرائيل من الاحتفاظ بغنيمتها من تلك الحرب برغم تعارض ذلك مع القرارات الدولية وبرغم رفض شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني للتسليم بالامر الواقع، لهو مدعاة من أجل اعادة النظر في وسائل المواجهة المتبعة حتى الان والقائمة اساسا على المواقف الرسمية العربية والجيوش النظامية وهي وسائل أثبتت حتى الان عقمها وعدم قدرتها على زحزحة المعادلة التي أرساها الاحتلال والتي تمنح التفوق الفعلي للقوة الغاشمة برغم انحدارها الاخلاقي والقانوني، وهو ما يلزم بضرورة اعادة النظر في هذه الاساليب لتكون أقرب للمواجهة الشعبية والاهلية التي من أهم ميزاتها أنها لا تساوم ولا تستكين .