تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لسنا على الطريق !

معاً على الطريق
الأثنين 21/4/2008
خالد الأشهب

بالقطع, لسنا معاً على ذلك الطريق, فأي مصادفة يمكن ان تجمعني مثلاً على طريق واحد مع رجل أعمال يدفع ثلاثين مليون ليرة سورية بعد التقريش ثمنا لفستان تلبسه زوجته لحفلة ساعتين أو ثلاث,

واي حظ عاثر يمكن أن يجمعني على طريق واحد مع رجل يستطيع ان ينهب مبلغاً مماثلاً لمبلغ الفستان إياه, كل شهر, وبالورق القانوني والاختام والتواقيع, فلا رقابة ولاتفتيش ولامن يحزنون, واي سوء طالع يمكن ان يحشرني مع من لايتردد في بيع قلمه او أقلامه واوراقه وأشياء أخرى, لقاء مساهمته في اختلاق اخبار ومعلومات, ثم نشرها وتوزيعها, خدمة لمن يستعدون ولا يترددون في إعلان حرب عالمية ثالثة ورابعة, وتحت عناوين كبيرة مثل توطين الديمقراطية, أو حتى استنبات الحنطة على سطح المريخ !!‏

هذا مجرد غيض فحسب, لكن الفيض يأتيك حين تطلب من عامل الديجيتال الخبير, وتحت إلحاح الاولاد, ان يعيد لك توليف الجهاز وقنواته, وتضطر بدورك لأن تتابعه وهو يستحضر قنوات الاقمار المختلفة المتعددة, فترى عجباً, ولاترى سبباً, اللهم إلا إصرار البعض على رفقتك لهم على تلك الطريق الواصلة بين الفساد والانهيار.‏

فضائيات عربية بالمئات, وإعلام عربي يطبق الآفاق, يملك المال الوفير والتقنيات الحديثة المذهلة, والأدوات والوسائل, ومن ضمنها الكادر البشري, يكفل لك الوصول آمناً وسريعاً جداً الى الحضارة والبذخ والرفاهية, وأنت مسمر أمام هذه الفضائية او تلك, سواء كنت تسكن وتستقر في ابي رمانة ام تمارس هواية الترحال والانتقال شبه الدوري بين حواري الدويلعة ومخيم جرمانا او عش الورور. مئات الفضائيات كلها ترقص وتغني وتتعرى وتشعوذ وتفسر الأحلام وتشفي الأمراض العضال وتقرأ المستقبل بمايربك حتى جورج بوش, تأخذك أمامها الألوان والأضواء وبروزات من تتمايل كما لو انها ترقص, أو منخفضات من تزعق وتصيح كما لو أنها تغني, ثم تأتيك إحداهن لتلطمك بكل رصانة وجدية على وجهك حين تقول للمذيع .. انا لاأغني, بل أؤدي ??‏

هؤلاء جميعاً بفضائياتهم وأموالهم وبروزاتهم ومنخفضاتهم يحشرون أنفسهم معك على الطريق, أي على طريق الإعلام, وما أسهل السحب والتعميم هنا بينك وبينهم, حتى لتبدو في نهاية النفق وكأنك المتطفل اليتيم على موائدهم العامرة بكل شيء سوى الإعلام وما يمكن أن ينضوي تحت عناوينه من الجدية والهدف والرصانة وحتى الأخلاق, ناهيك عن الوطنية والقومية التي باتت بالنسبة اليهم مجرد مستحاثات او قواقع متحجرة.‏

أنت وهم إعلاميون على طريق واحد, بل وحين تجري التصانيف والتبويبات لاتجد لنفسك مكاناً بينهم ولا على ذلك الطريق, فترتد الى أوراقك وافكارك ومبادئك متسائلاً عن الزمن الذي تعيش.. هل هو قبل الميلاد والهجرة أم بعدهما, وكم ثقباً بات في قربتك حتى لم تعد تصلح لنفخ أو ترقيع.‏

قطعاً, لسنا على الطريق نفسها, ولن نكون, مادام المال منفلتاً على هواه, ومادامت الغرائز تحتل مواضع الحكمة والعقل, ومادام لصاحب المال هيئة تشبه هيئة أحسن التقويم دون احتساب لعقل أو أخلاق أو منطق, أو حتى هدف وقضية. لسنا على الطريق وأجري على الله وليس غيره من دهاقنة الإعلام, أولئك اللاعبون بالبيضة والحجر, حيث لا رنين لما يسمعون سوى رنين الملايين ولو على حساب الأوطان والأمم والشعوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1020
القراءات: 882
القراءات: 1111
القراءات: 1304
القراءات: 1363
القراءات: 2100
القراءات: 1432
القراءات: 1466
القراءات: 1530
القراءات: 1467
القراءات: 1484
القراءات: 1590
القراءات: 1743
القراءات: 1693
القراءات: 1595
القراءات: 1493
القراءات: 1672
القراءات: 1519
القراءات: 1537
القراءات: 1695
القراءات: 1586
القراءات: 1584
القراءات: 2433
القراءات: 1625
القراءات: 2485

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية