بالسماح لهم (لشرطة المحافظة) بمباشرة العمل بهدوء ومن غير ازعاج.. مضيفاً إذا كنا فاجأناكم ولم تكونوا مستعدين لذلك اليوم.. فسنعود غداً.. ونأسف على الإزعاج!!!
فالشرطي لم يطرق الباب ويوقظ آخر رجل بالحارة بصياحه.. وتحذيراته معلناً :فنحن في عجلة من أمرنا.. خود طريق.. ولا .. وإذا وقفت ايها المخالف في وجهنا ولم تسرع برمي أغراضك للشارع سنتكفل نحن بذلك.. ونهد البيت على من فيه.. وليس شغلك ولا من حقك أن تطلب رؤية (الإذن بالهد)!!
وإذا لم تصدقوا اسألوا عيال الرجل (المهدودة غرفته)فمن شدة فرحتهم برؤية شرطي المحافظة تطوعوا للمساعدة وحملوا المطارق والمعاول وأيدي الهاون,وراحوا يدكون حصن الغرفة .. مطالبين والدهم بالإذعان.. راجينه (أخذ صورة لهم مع (عمو الشرطي) .. اللطيف الظريف..!!..
- على بعد أمتار يقف شرطي محافظة آخر... يطلب من صاحب البسطة ( خضر..فواكه.. ) قائلاً لهذا (المتعيش) بأدب لا يوصف:
من بعد إذنك نود إزالة البسطة من الرصيف الذي وجد أصلاً ليسير عليه مواطننا الفاضل,وكلي أسف لأنني مضطر لأننا سنحملها معنا.. (أنا وزملائي) وتعدكم المحافظة بتأمين أماكن مخصصة لكم شعوراً منها بحاجتكم الماسة لها.. ولأنكم تساهمون في حل أزمة البطالة التي تسعى الحكومة لحلها بكل ما أوتيت من عزيمة,ونية صادقة..
وشرطة المحافظة لم يفعلوا كما نسمع في أماكن كثيرة.. ( ياعيب الشوم) من رمي (للنعمة) خضرة وما شاكله على الأرض ودهسها.. أو بأخذها ومصادرتها الى مكان مجهول!!..فذلك ليس من شيمنا ولا من طباعنا,ولا من أخلاقنا,ولا هي بند من بنود قوانيننا..
واسمعوا ماذا يقول أحدهم .. (إنني أعمل بنصيحة أستاذي فولتير: لا تحاول أبداً استخدام السلطة حيث لا يكون هناك حاجة إلا الى العقل).
وهاهو الذوق الذي يمكن تنميته مثل الفكر.. يصبح قاعدة التعامل مع المواطنين .. سائرين على مبدأ تعلموه أثناء تدريبهم..
(الطبيعة تمنح النبوغ,المجتمع يمنح الفكر,والدروس تمنح الذوق)..