كان الطريق الواصل بين جسر الرئيس واوتوستراد المزة مخدما بالميكروباصات بالوسطا التي ما زال الكثير منكم يذكرونها وعندما ينطلق الميكرو متجها الى الاوتوستراد كان معاون السائق يصرخ بين حين وآخر ونحن على الطريق وقف ...هات هالليرة هكذا كنا بالنسبة لهم ليرة تنتقل الى جيوبهم لحظة يقلون أحدنا...
ومع تسارع الوقت ,وضغط الاحتياجات المعيشية وتنوعها الشديد في زمن الاستهلاك أصبح المواطن أشبه بتلك الليرة مع الفارق الكبير بالقيمة ,التي راح الجميع يتنافسون للحصول عليها ,بل على اقتناصها فارضين الشكل الذي يريدونه في التعامل مع المواطن في ظل (الرخاوة) التي نعاني منها.
ولو نظرنا الى واقع المواطن العادي ,فأنا هنا لا أتحدث عن اولئك القادرين ,بغض النظر عن أشكال القدرة ,لوجدنا أن معاناته تتعدد منذ اللحظة الاولى في يومه المتكرر وانتهاء بوضع رأسه على المخدة لينام خائفا من غير مضمون في ظل الشعور بأن حياته ومعاناته وواقع معيشته يبدو حتى الآن على الاقل , في ذيل لائحة الاهتمام العام ,على الرغم من الحديث الواسع للمسؤولين على اختلاف مواقعهم , عن ضرورة تحسين الواقع المعاشي ...فنحن حتى اليوم بانتظار الخطوات الفعالة بهذا الجانب ,في الوقت الذي تشعر فيه بحجمك الحقيقي والضئيل وسمسارايجار البيوت ينظر إليك بطرف عينه هازئا اذا كنت تبحث عن بيت للإيجار مثلا لمجرد أنك مواطن ...مواطن لا أكثر !!!