فالقطيعة بن الشرق والغرب , وسوء الفهم المتبادل بينهما , عملت على صنعه جهات غير مجهولة الهوية كان هدفها زعزعة هذه العلاقة والعمل على فصل الحضارتين عن بعضهما , والبحث عما يفرقهما من مفاهيم ومعتقدات والابتعاد كليا عما يجمعهما , إن لم نقل نسف ما يجمع والتشكيك فيه.
لقد كان للشرق وللعرب بوجه خاص مساهمات فعالة في الحضارة العالمية, لا تزال حتى هذه الايام حديث اصحاب الرأي النزيه في الغرب وبالمقابل فإن الغرب بحضارته الحالية اعطى البشرية شرقا وغربا , جنوبا وشمالا ما ساعدهما في تخطي عقبات الحياة ومده بسبل العيش وقدرة الاكتشاف.
على أن الامر مهما كانت أبعاده ومعطياته الواقعية يتطلب بعض الفهم للطرف الآخر واستحضار ما يجمع لا ما يفرق وهو ما يسعى اليه العقلاء والمتنورين من الطرفين بعيدا عن المغرضين ممن لهم أجندات خاصة , هدفها زعزعة العلاقة بين الطرفين واشعال الحروب النفسية والفكرية والعقائدية , وربما العسكرية للوصول الى اهداف غير انسانية , قد تفيد قلة قليلة , ابعد ما تكون عن التوافق العالمي والسلم الانساني الذي يسعى اليه الجميع.