تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدعم الحقيقي!

اقتصاديات
الأحد 27/7/2008
عبد القادر حصرية

وضعت التطورات التي تشهدها أسواق النفط والمواد الخام والغذائية العالم اجمع بحكوماته ومؤسساته وشركاته أمام تحديات كبيرة ستسغرق مواجهتها بعض الوقت.

ففي الدول المتطورة يخيم شبح الركود الاقتصادي على هذه الدول لأن ارتفاع اسعار النفط والغذاء حول نسبة هامة من دخل الافراد نحو الطاقة والغذاء على حساب نفقات كمالية اخرى بالاضافة لما أصيبت به اسواق العقارات في بعض تلك الدول إما نتيجة لأزمة الرهن العقاري كبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية او بسبب الركود الاقتصادي كما في اسبانيا.‏

أما الدول النامية فقد جعلت التطورات في اسواق النفط والغذاء من تأمين الغذاء الاساسي لشريحة واسعة من السكان والتخفيف من آثار الارتفاع في اسعار الغذاء الذي اصاب المواد الاساسية كالقمح والذرة التحدي الاكبر امامها. كذلك فمعظم مؤسسات الاعمال والشركات في انحاء العالم تتعرض لتحد كبير نتيجة ارتفاع كلفة الطاقة من جهة وارتفاع اسعار المواد الاولية في اقتصادات يلوح في افقها ركود اقتصادي يجعل من الصعب على هذه المؤسسات تمرير ارتفاع الاسعار للمستهلك خاصة في الانخفاض الكبير في الاقبال على منتجات هذه المؤسسات والشركات خاصة المنتجات التي تستهلك الوقود بكثرة.‏

إذاً العالم بأسره امام تحديات الطاقة واستحقاقاتها وهذه التحديات هي استراتيجية بامتياز فالتغيير الذي اصاب اسعار الطاقة والمواد الاولية والاغذية لم يكن تدريجيا فأسعار النفط تضاعفت نحو مرة ونصف في ظرف سنة واحدة مرتفعة من نحو ستين دولاراً امريكياً لتصل الى نحو مئة واربعين دولاراً امريكياً .‏

سورية لم تكن استثناء فارتفاع اسعار الطاقة القى بظلاله على الموازنة العامة للدولة وادى الى إقرار اعادة توزيع الدعم كما شكل زيادة كبيرة في الانفاق الجاري في الموازنة العامة للدولة كان على حساب الانفاق الاستثماري .‏

يغطي الانفاق الاستثماري التوسع في المشاريع الاقتصادية والانفاق على البنية التحتية. لكن الضغط على الانفاق الاستثماري يجب ان لا يؤدي لدينا الى التراجع عن الاستثمار في المشاريع البنية التحتية لأن من الصعب التخفيف من اهمية الانفاق على هذه المشاريع التي تشمل الطرق والمرافق والجسور والمطارات وشبكة الكهرباء والهاتف والانترنيت وكلها لها وظائف اقتصادية اساسية فهي كما يشير اسمها تعد الاساس لأي مشروع او نشاط اقتصادي.‏

كذلك تعد البنية التحتية هي أحد أهم عوامل تنافسية أي اقتصاد بالمقارنة مع الاقتصادات الاخرى لذلك لا بد من التفتيش على مصادر لتمويل مشاريع البنية التحتية لدينا وسواء تم ذلك من الموازنة العامة للدولة او على اساس طرح مشاريع على اساس التشاركية بين العام والخاص حيث يقوم القطاع الخاص بتمويل وادارة بعض مشاريع البنية التحتية وهو ما يضمن ثلاثة اهداف بوقت واحد, اول الاهداف هو توفير التمويل من القطاع الخاص لهذه المشاريع وهو ما يخفف من عبء التمويل على الموازنة العامة للدولة كما يتيح الاستفادة من خبرات القطاع الخاص في الادارة اما الهدف الثالث فهو استمرارية توفير الخدمات العامة وقيام الدولة بوظائفها الاساسية فالبنية التحتية الجيدة هي الدعم الحقيقي المستمر الذي يحقق النمو الاقتصادي ويخدم جيلنا والاجيال القادمة?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد القادر حصرية
عبد القادر حصرية

القراءات: 864
القراءات: 1384
القراءات: 869
القراءات: 967
القراءات: 881
القراءات: 1105
القراءات: 934
القراءات: 2066
القراءات: 899
القراءات: 1049
القراءات: 1212
القراءات: 961
القراءات: 1412
القراءات: 962
القراءات: 985
القراءات: 1090
القراءات: 1273
القراءات: 1138
القراءات: 1048
القراءات: 1112
القراءات: 1067
القراءات: 2181
القراءات: 1144
القراءات: 13294

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية