تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهند تدخل حلبة المنافسة الدولية

اقتصاديات
21/2/2008
حميدي العبد الله

الهند التي نعمت باستقرار سياسي منذ عودة حزب المؤتمر الوطني إلى الحكم, وإبعاد الحزب اليميني المتطرف,

حققت نجاحات باهرة على الصعيد الاقتصادي, وقد استفادت الهند من مزاياها الكثيرة, وتحديداً عدد السكان الكبير, والسوق الواسعة, واليد العاملة الماهرة, ورخص هذه اليد بالمقارنة مع دول كثيرة, والتسهيلات الممنوحة للاستثمارات الأجنبية المباشرة, استفادت من كل هذه المزايا لتطلق مسيرة تنمية شبيهة بتلك التي باشرتها الصين منذ مطلع الثمانينات.‏

ولكن إطار النهضة الاقتصادية الهندية يختلف عن الإطار التاريخي للنهضة الاقتصادية الصينية, فالصين اعتمدت في بداية نهضتها على التسهيلات التي قدمتها الولايات المتحدة للصين في سياق الحرب الباردة, وفي إطار محاولاتها لمحاصرة الاتحاد السوفييتي, ولكن الإطار الذي استفادت منه الهند ارتكز على عوامل اقتصادية أكثر ديمومة وثباتاً, أي العولمة الاقتصادية وتحرير التجارة الدولية, وحلول منظمة التجارة الدولية محل منظمة الغات.‏

حيث أدى توازن القوى الذي ساد داخل المنظمة الجديدة إلى الحد من هيمنة الدول الكبرى, وأقام علاقات أكثر تكافؤاً, وأوقف التحرير الاستنسابي للأسواق الذي كان يصب في مصلحة الدول الغربية, وقادت أعمال لجنة العشرين داخل منظمة التجارة الدولية التي عطلت تحرير القطاعات التي تحوز فيها الدول الغربية على ميزة مقارنة, وحجب عملية التحرير عن القطاعات التي تحوز فيها الدول النامية على ميزة تنافسية.‏

وأدى ذلك كله إلى نشوء علاقات دولية أقل اختلالاً على صعيد تحرير التجارة استفادت منه الهند بشكل كبير, وكان لذلك أثره في نجاح الهند في تحقيق معدلات نمو مرتفعة تجاوزت 8% سنوياً واقتربت من معدلات النمو في الصين, كما نجحت الهند في أن تستقطب استثمارات دولية, وخصوصاً الاستثمارات المباشرة التي توظف في قطاعات تزيد من حجم إجمالي الناتج الوطني الهندي.‏

إضافة إلى خلق فرص عمل تستوعب المزيد من المتدفقين إلى سوق العمالة في بلد هو ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد السكان, وأدت النهضة الاقتصادية الهندية إلى ولادة شركات هندية عملاقة متخطية للحدود.‏

في هذا السياق أشارت إحصائيات دولية موثوقة, إلى أن الاستثمارات الهندية في بريطانيا تضاعفت مرتين في السنوات الثلاث الماضية, وقد تجاوز حجم الاستثمارات الهندية في بريطانيا حجم الاستثمارات البريطانية في الهند عاكساً الاتجاه الذي كان قائماً حتى وقت قريب, وأشارت الإحصائيات إلى أن الشركات التي يملكها الهنود تأتي في المرتبة الثانية في حجم الاستثمار في لندن ولا يفوقها إلا الأميركيون الذين اشتهروا بسياسة الاستحواذ. وفي تعليق على هذه الظاهرة يقول (سوبير غوكام) كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة التصنيف الهندية (كريسيلب: لا أعتقد أن أحداً كان يتخيل حدوث ذلك حتى قبل 20 عاماً, كنا لا نزال ننظر لأنفسنا باعتبارنا دولة من العالم الثالث خاضعة للولايات المتحدة وبريطانيا والجميع). وشملت مشتريات الهند في بريطانيا مجموعة من الشركات البريطانية ذائعة الصيت مثل (تيتلي)و(رايت آند ماكاي ديسكي) و(كوراس) وهي آخر ما تبقى من شركة الحديد والصلب البريطانية (بريتش ستيل)والتي استحوذت عليها شركة(تاتا)الهندية العام الماضي في مقابل 21 مليار دولار, ويتوقع أن تقوم شركة (تاتا)شراء شركة صناعة السيارات البريطانية المعروفة »جاغوار)و»لاندروفر) التي آلت ملكيتها في وقت سابق لشركة »فورد).‏

الهند في حقبة اقتصادية جديدة سوف تساهم بتعديل موازين القوى الدولية على الصعيدين الاقتصادي والتجاري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 حميدي العبدلله
حميدي العبدلله

القراءات: 1203
القراءات: 1550
القراءات: 1021
القراءات: 3038
القراءات: 1215
القراءات: 1075
القراءات: 1563
القراءات: 3538
القراءات: 1153
القراءات: 1010
القراءات: 1882
القراءات: 1310
القراءات: 5248
القراءات: 1292
القراءات: 4551
القراءات: 2084
القراءات: 1153
القراءات: 2190
القراءات: 3176
القراءات: 1159
القراءات: 1841

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية