لابد أن يتابع هذا الحدث بمخرجاته وآفاقه الواعدة وأن يدعم المبدعين ونأخذ بمقترحاتهم وأن نبادر لنستقطب ومن دون انقطاع مخترعين جدداً وكل المواهب لاسيما بين صفوف الأطفال والشباب من قلب الميدان بدءا من المدارس والجامعات ومرورا بمراكز البحوث وانتهاء في الواقع الحرفي والمهني الانتاجي والخدمي..
وبهذه المناسبة، علينا ألا ننسى أهمية الابداع والسخاء على البحث العلمي ولوللحظة واحدة طالما نحن ننظر لمستقبل واعد لوطن يحتاج الى مضاعفة جهود كل أبنائه ..فكيف لأصحاب العقول ممن نخشى نزيفهم وجذبهم بحلم الهجرة وتجارها..!
أيضا ..علينا ألا نتشاءم من شكاوى بعض المبدعين المزمنة عن ضعف استثمار اختراعاتهم التي لم تر النور وان كانت محقة نظرا لغياب الترويج لها..لأننا بالمقابل شاهدنا وخلال متابعتنا للمعرض مبادرات فردية لاستثمار إبداعات عديدة..ويظهر الواقع أن هناك أمثلة ناجحة للإبداع في الانتاج المحلي وإن لم تظهر اعلاميا ووفرت الملايين ..وكم نحن بحاجة ماسة الى المزيد منها في تلبية حاجات السوق المحلية للتعويض عن النقص الحاصل فيه وعن الاستيراد وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي ..
وبالتأكيد الجهات الرسمية لن تبخل بتقديم التسهيلات للمخترعين ضمن شرطين الأول أن تكون هناك حاجة تطبيقية له والثاني وجود جدوى اقتصاديه علما أن المعرض ركز على ثلاثة محاور مهمة هي الأطراف الصناعية والطاقات المتجددة والبديلة وإعادة تدوير مخلفات الأبنية المهدمة.
وهنا نشير إلى أهمية مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخرا بين وزارة التجارة الداخلية وهيئة الاستثمار للتعاون المتبادل بين المخترعين والمستثمرين لخلق فرص استثمارية خاصة ببراءات الاختراع ومخرجات البحث العلمي.
ونقول: الأمر لا يقتصر على جهة من دون غيرها بل يتطلب مساهمة كل أطراف المجتمع المعنية بالتنمية البشرية ونذكر هنا بتفعيل مبادرات سابقة لبعض غرف الصناعة ولاتحاد المصدرين لتمويل قرض مخترع للمشاريع التي يتم الموافقة عليها بمبلغ يصل إلى 50 مليون ليرة وذلك في حال رغب المخترع بتصنيع الاختراع شخصياً.. فهل نسينا ذلك؟