في فرنسا تصاعد مؤخراً جدل حول المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة لغوياً, معتبرين أن تغليب المذكر على المؤنث انحياز ضد المرأة, وأن لغة موليير تمارس التمييز ضد المرأة! مطالبين بإحلال مبدأ الحياد في الاسم والصفة, والتخلص تماماً من سيطرة الفكر الذكوري على اللغة الفرنسية. ولم يقف الأمر عند الجدل, بل باشر عدد من الأدباء والمثقفين الخروج فعلياً على أهم قواعد اللغة الفرنسية في كتاباتهم, بينما أكدت أستاذة في الأدب الفرنسي أن غلبة المذكّر على المؤنث ليست أصيلة في اللغة الفرنسية، وإنما تمّ استحداثها في القرن السابع عشر.
لا أعرف جدوى مثل ذلك الجدل وما هي النتائج التي قد يفضي إليها, خاصة في ظل الرفض الشديد من قبل حماة اللغة.
التذكير والتأنيث أمر بديهي في الخطاب, ولتمييز صفة المُخاطَب, وهذا برأيي لا ينتقص من موقع التأنيث, أما مخاطبة المجموع النسائي بلغة التذكير لوجود رجل واحد بينهن, فقد يكون ذلك انحيازاً فعلياً لصالح التذكير!
اللغة كائن حي ينمو ويتطور, وإن بقيت نوافذ بيت اللغة مغلقة, فإن ذلك لن يكون في صالحها, وإلباس اللغة ثوب القداسة, لن يكون إيجابياً, بل قد يشكّل عوائق في طريقها إلى الضوء والهواء الطازج والتفاعل مع الحياة وما ينتابها من تغيير.
suzan_ib@yahoo.com