تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التذكير والتأنيث في اللغة

ثقافة
الجمعة 22-12-2017
سوزان ابراهيم

في اللغة العربية, وفي اللغة الفرنسية, وعلى عكس اللغة الإنكليزية, تتبع الصفةُ الموصوفَ في التأنيث والتذكير, فإذا وُجد رجل واحدٌ بين عدد من النساء, سوف تغلب صفة التذكير على المجموع كله في الخطاب!

في فرنسا تصاعد مؤخراً جدل حول المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة لغوياً, معتبرين أن تغليب المذكر على المؤنث انحياز ضد المرأة, وأن لغة موليير تمارس التمييز ضد المرأة! مطالبين بإحلال مبدأ الحياد في الاسم والصفة, والتخلص تماماً من سيطرة الفكر الذكوري على اللغة الفرنسية. ولم يقف الأمر عند الجدل, بل باشر عدد من الأدباء والمثقفين الخروج فعلياً على أهم قواعد اللغة الفرنسية في كتاباتهم, بينما أكدت أستاذة في الأدب الفرنسي أن غلبة المذكّر على المؤنث ليست أصيلة في اللغة الفرنسية، وإنما تمّ استحداثها في القرن السابع عشر.‏

لا أعرف جدوى مثل ذلك الجدل وما هي النتائج التي قد يفضي إليها, خاصة في ظل الرفض الشديد من قبل حماة اللغة.‏

التذكير والتأنيث أمر بديهي في الخطاب, ولتمييز صفة المُخاطَب, وهذا برأيي لا ينتقص من موقع التأنيث, أما مخاطبة المجموع النسائي بلغة التذكير لوجود رجل واحد بينهن, فقد يكون ذلك انحيازاً فعلياً لصالح التذكير!‏

اللغة كائن حي ينمو ويتطور, وإن بقيت نوافذ بيت اللغة مغلقة, فإن ذلك لن يكون في صالحها, وإلباس اللغة ثوب القداسة, لن يكون إيجابياً, بل قد يشكّل عوائق في طريقها إلى الضوء والهواء الطازج والتفاعل مع الحياة وما ينتابها من تغيير.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1480
القراءات: 1415
القراءات: 1644
القراءات: 1557
القراءات: 1633
القراءات: 2032
القراءات: 1446
القراءات: 1567
القراءات: 1543
القراءات: 1613
القراءات: 1539
القراءات: 1657
القراءات: 1611
القراءات: 1553
القراءات: 1619
القراءات: 1655
القراءات: 1629
القراءات: 1665
القراءات: 1666
القراءات: 1614
القراءات: 1639
القراءات: 1679
القراءات: 1697
القراءات: 1708
القراءات: 1662

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية