تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مقاربة جديدة للمسألة الزراعية

اقتصاديات
الأربعاء 27/8/2008
عبد القادر حصرية

استحوذالقطاع الزراعي على اهتمام كبير من قبل الحكومة خلال العقود الماضية مما ساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي في معظم المحصولات الغذائية.

وضمن الجهود الحكومية لتنشيط القطاع الزراعي صدر القانون رقم 10 لعام 1986 الذي كان من المفترض أن يكون اطاراً للاستثمار في المشاريع الزراعية وتجاوب عدد من رجال الأعمال مع هذا المرسوم وقاموا بتأسيس عدد من المشاريع الزراعية المشتركة.‏

لكن للأسف فإن من الصعب الحديث عن أي تجربة ناجحة لأي من هذه الشركات التي تفاوتت أسباب تعثرها لذلك فإنه من المهم أن تتم دراسة هذه التجربة وأسباب تعثرها.‏

كما أن التطورات التي حدثت في أسواق السلع الغذائية والارتفاع الهائل في أسعار هذه السلع وما تحققه الزراعة العضوية تجعل من المهم اعادة النظر في تجربة هذه الشركات خاصة والنظر في دراسة أنماط الانتاج الزراعي السائدة لدينا وربط الحوافز ببعض الأنشطة الزراعية ومنها خاصة الزراعة العضوية.‏

الزراعة العضوية هي نظام زراعي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة بدلاً من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة.‏

كما لا يسمح فيه باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثياً وكذلك الاشعاع المؤين والمواد الحافظة في عمليات التصنيع والاعداد أو التعليب وبالتالي تصل المواد الغذائية الى المستهلك بحالتها الطبيعية و تشير الاحصائيات الى أن قيمة مبيعات الأغذية العضوية تجاوزت 23 بليون دولار في عام 2002 وقد ازداد الطلب على المنتجات العضوية بنسبة 20% منذ سنة 1990 .‏

كما أن الأغذية العضوية تباع في ,00020 مخزنا في الولايات المتحدة.‏

وازداد سعر مبيعات المواد العضوية في الولايات المتحدة من 1 بليون الى 7,8 بليون خلال 10 سنوات.‏

ومن المتوقع أن تصل نسبة المساحات المزروعة بحقول عضوية في ألمانيا والسويد الى 20% من المساحات الزراعية بحلول سنة 2010 .‏

كما تشير الاحصاءات الى أن مساحة الحقول العضوية في أوروبا تتجاوز 5,6 ملايين هكتار تضم 143000 مزارع.‏

أما في استراليا فتتجاوز المساحة المزروعة بشكل عضوي 10 ملايين هكتار.‏

ومعظم غذاء الأطفال في ألمانيا عضوي و 30% من الخبز المستهلك في مدينة ميونخ هو عضوي.‏

وقد أقرت ايطاليا قانوناً لجعل كل الغذاء في المدارس عضوياً منذ سنة 2005.‏

وقد أنتج أحد المزارعين من محافظة درعا أنواعاً جديدة من البندورة بأحجام وألوان مختلفة وذلك بعد عدة تجارب نفذها على مدار ثلاث سنوات في حقله الزراعي على بذور أكثر من 30 صنفاً من أصناف البندورة المستوردة.‏

واستطاع المزارع أن يصدر انتاجه من البندورة الى20 دولة عربية.‏

للزراعة العضوية فوائد كثيرة فهي تحافظ على البيئة كونها تقلل من تلوث المياه بالمواد الكيماوية والمبيدات وتحد من استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة والمواد المصنعة وبالتالي تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري وتساهم في اثراء الحياة الفطرية وتعزيز قوام وبناء التربة وذلك من خلال اتباع دورات محصولية وزيادة المواد العضوية وتحفيز تكاثر الحيوانات والنباتات وتوفير غذاء صحي خال من المضادات الحيوية.‏

بالاضافة لذلك تؤدي الزراعة العضوية الى تنمية الريف واستيعاب أفضل للأيدي العاملة حقاً إننا بحاجة لمقاربة جديدة لسياساتنا الزراعية لتحقيق قفزة نوعية في القطاع الزراعي الذي يساهم بأكثر من 25% من الناتج المحلي الاجمالي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد القادر حصرية
عبد القادر حصرية

القراءات: 865
القراءات: 1384
القراءات: 869
القراءات: 967
القراءات: 881
القراءات: 1106
القراءات: 934
القراءات: 2066
القراءات: 899
القراءات: 1050
القراءات: 1212
القراءات: 961
القراءات: 1413
القراءات: 962
القراءات: 985
القراءات: 1091
القراءات: 1273
القراءات: 1138
القراءات: 1049
القراءات: 1112
القراءات: 1067
القراءات: 2181
القراءات: 1144
القراءات: 13295

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية