تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معلمون وكلاء برسم الفك

أبجــــد هـــوز
الأربعاء 24-6-2009م
خطيب بدلة

قال لي أبو الجود إن المعلمين الوكلاء الذين ترفض وزارة التربية تثبيتهم رفضا قاطعا.. لديهم عشرات السنين من الخدمة التي قضوها وهم يعطسون بسبب غبار الطباشير, وتنتفخ معاليقهم في تعليم الأولاد,

ومعظمهم يصابون بأمراض عصبية أهمها الرجفة, أو (الرمحة) والنوم الفزز, والتلفت المفاجئ مثل عصافير الدوري, وهذه الأمراض سببها الرئيسي هو الخوف من الفك!‏

قلت مستوضحا: تقصد الفك العلوي, أم السفلي, أم الفك المفترس؟‏

ضحك حتى كاد أن يستلقي على قفاه وقال:‏

فك المعلم يعني تسريحه المفاجئ, وهي كلمة غير لائقة كما ترى, وأنا مازلت أذكر يوم حصلت على الثانوية العامة سنة 1972 وقررت أن أعتمد على نفسي في الحياة, فذهبت من توي إلى عمي «أبي زهير» في مديرية التربية وقلت له:‏

يا عمي أبو زهير, بسلم عليك أبي ويقول لك: دبَّر لي وكالة معلم.‏

فقال لي على نحو قاطع: ما في عندنا وكالات, نحن عم نفك!‏

قلت: هل تصدق يا أبا الجود؟ أنا أعرف مصطلح الانفكاك من زمان, وربما تداولته حينما كنت أدَّرس ساعات إضافية في بلدة(كللي). وفكوني أكثر من مرة, ولكن هذه أول مرة أنتبه إلى أنه مصطلح غير لائق.‏

قال: المعلمون الوكلاء مثلك, يعني غير مهتمين لمسألة التسمية واللياقة, ولكنهم يرون أن عدم التثبيت والفك يتخذان في بعض الأحيان طابعا مضحكا, ما يعني أن قضيتهم تنتمي إلى جنس (شر البلية).‏

قلت: كيف؟‏

قال: إذا حضر معلم وكيل يحمل شهادة بكالوريا (علمي أو أدبي) جديد مزود بقرار تعيين إلى أي مدرسة، فهو يستطيع أن (يفك) الوكيل الحامل بكالوريا تجارة أو الفنون مهما بلغت خدمته ويجلس مكانه.‏

والقصة الأكثر تعقيداً وإضحاكاً هي إن إحدى المعلمات الوكيلات «ذات الخدمة الطويلة» كانت كالعادة تستنشق غبار الطباشير في صفها, وينتفخ معلاقها في تعليم الأولاد, وفجأة أتى من يخبرها بأن أحد تلامذتها القدامى قد تخرج مؤخراً من الصف الخاص, وعين في هذه المدرسة بصفة مدير, ففرحت ضمنيا لأن جهودها في التعليم لم تذهب سدى, بدليل أن أحد طلابها أصبح مديرا (قد الدنيا)... وذهبت في الفرصة إلى الإدارة وسلمت عليه, وباركت له بالعمل الجديد.‏

بعد أيام أرسل المدير (التلميذ سابقا) إلى (آنسته) من يدعوها لشرب كأس من الشاي معه في الإدارة, وهناك أبلغها بكل تواضع بقدوم شاب جديد معين في هذه المدرسة, وأنه لابد له من أن (يفكها)؟ وقد فكها بالفعل. merdas@scs-net.org

تعليقات الزوار

حسن خالد |  h75kurd@gmail.c0m | 24/06/2009 17:41

ومن قال أن التربية تبحث عن العتبارات التربوية والتعليمية والنفسية للكادر التدريسي أصلاً

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 850
القراءات: 994
القراءات: 900
القراءات: 1278
القراءات: 1278
القراءات: 1033
القراءات: 1453
القراءات: 923
القراءات: 1112
القراءات: 2086
القراءات: 1231
القراءات: 1066
القراءات: 1060
القراءات: 1458
القراءات: 1046
القراءات: 1151
القراءات: 1223
القراءات: 1264
القراءات: 1095
القراءات: 1315
القراءات: 1106
القراءات: 1260
القراءات: 1192
القراءات: 1246
القراءات: 1306

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية