| إحصائيات عجيبة أبجــــد هـــوز وهذا الأمر يأخذه اصحاب القرار المتعلق بمعيشة الناس بعين الاعتبار، فلايرفعون يداً عن رجل دون أن يظهروا خشيتهم من أن تؤدي قراراتهم الى جعل العمليات الاحصائية بعيدة عن الدقة والصحة والدلالة، فتسيئ من حيث لا يحتسبون لخططهم. مثلاً، من زمان، أصدروا قراراً يقضي بتخفيض الرسوم المفروضة على البيكابات الزراعية، فإذا تقدم صاحب البيكاب بما يثبت أن لديه ملكية زراعية، أو أنه مستأجر لبعض المساحات الزراعية، أو إذا كان لديه بضع بقرات سمان، على غرار البقرة التي كان يقتنيها صديقنا الأديب نبيل صالح، فإن بإمكانه ان يسجل سيارته في مديرية النقل على أنها سائحة زراعية مخصصة لخدمة الزراعات او البقرات أو النحلات الى آخره. ولأن الضرورة-كما يقولون- لها أحكام، والفقر- ناصب حول معطم الناس دبكة، فقد بدأ التحايل على هذا القرار بطرق طريفة للغاية: بدأت ملكية الاراضي الزراعية في الجمهورية العربية السورية تنتقل من فلان إلى علان الى فليتان، والكاتب بالعدل في معظم المحافظات أصبح يصل الليل بالنهار وهو يوثق عقود نقل الملكية والإيجارات( الوهمية طبعاً) من زيد الى عبيد الى نطاط الحيط، والغرف الزراعية في مختلف المحافظات استيقظت من سباتها العميق وبدأت تعطي لأصحاب البيكابات وثائق تشعر أن لديهم ملكيات زراعية أساسية أو مستأجرة أو مرهونة، واتحاد الفلاحين لم يعد يقل نشاطاً عن الدوائر الاخرى في تقديم الاثباتات، وأما من يمتلك بضع بقرات يرعاها في الحاكورة القريبة من داره فهذا حكايته أطرف وأجمل وأدق رقبة من غيرها. فقد كان(زيد) يذهب الى مديرية الزراعة ويزعم ان لديه عشر بقرات يرعاها في الشمال الشرقي من القرية(س)، وحينما تذهب اللجنة المفترضة للكشف على البقرات يكون قد اتفق مع (عبيد)الذي يربي عشر بقرات في القرية(ص) أن يشحنها بالبيكاب نفسه ويفلتها في الشمال الشرقي من القرية(س) لتراها اللجنة وتسجلها في محضر الكشف، وهاته البقرات العشر يمكن نقلها من مكان لآخر مئة مرة، ويسجلها في محاضر الكشف وتعطى عليها رخص زراعية... ويصبح عددها ألفاً! فلواعتمدنا - يا عين أخيك- على هذه الاحصائيات العجيبة في التخطيط للمستقبل... ماذا يطلع لنا برأيك؟
|
|