تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكاتب والشعب

أبجد هوز
الأثنين 7-12-2009م
خطيب بدلة

اعتذر للقراء الأكارم الذين اعتادوا أن يقرؤوا هنا في زاوية أبجد هوز كتابات ساخرة، فثمة أشياء مهمة، ومن الضروري جداً أن نتحدث عنها ، لكن طبيعتها ليست ساخرة ، بل هي جدية مئة بالمئة ، كعلاقة الكاتب بالشعب، مثلاً.

لنفرض جدلاً أن كاتباً ما - ككاتب هذه السطور - يزعم أنه يحب الشعب ، ويكتب من أجله ، ويدافع عن قضاياه، وأحياناً يتعرض لمواقف صعبة لهذا السبب، ومع ذلك يكتب زاوية في ذات يوم، بنية حسنة، وإذا بهذه الزاوية تسيئ لشريحة من الشعب فماذا يحصل؟‏

إن هذه الحالة قد جرى التعبير عنها، وعلى نحو نموذجي ، بمشهد من فيلم «هنانو» الذي كتبت له السيناريو بالتعاون مع المخرج السينمائي منير فنري، واقتنته المؤسسة العامة للسينما في سنة 1995. ليس من أجل إنتاجه.. معاذ الله ! ولكن من أجل وضعه في الأدراج ، ومن دون تهوية!‏

المشهد الذي أعنيه يحكي عن حادثة فردية قام بها مجموعة من المنضمين تحت لواء الثورة، ويحملون لقب(الثوار) أو (المجاهدين) سلبوا بعض الأشياء من بيوت الأهالي بإحدى قرى محافظة حلب! في هذا المشهد يأتي من يخبر ابراهيم هنانو بهذه الحادثة فيقول:‏

- الثورة التي قامت من أجل الشعب تسرق الشعب؟! هذا شيء مهول كيوم القيامة!‏

أرت أن أقول ، بالقياس مع هذا المشهد، إن الكاتب الذي يكتب لأجل الشعب ، إذا أساء لأحد من هذا الشعب ، فهذا أمر مهول كيوم القيامة.‏

من هنا أجدني مندفعاً لأن أتوجه إلى كل من يهمه الأمر من الناس بأن يرفقوا بالكاتب الصحفي الذي يكتب عن قضاياهم وهو يتحلى بمصداقية عالية، فإذا أخطأ يجدر بهم ألا يسارعوا إلى إقامة الدعاوى القضائية عليه ، وإذا أقيمت مثل هذه الدعاوى أن يجنحوا للصلح معه، وإسقاط دعاويهم عنه. وأتوجه إلى القضاة السوريين، ومعظمهم نزيهون وعادلون، بأن يكونوا رحيمين بالصحفيين الذين يمثُلون أمامهم ، ولاسيما وأنهم لايجنون من كتاباتهم أموالاًطائلة، بل ربما أن هؤلاء القضاة لايعرفون أن ما يقبضه الصحفي لقاء مايكتب هو مبلغ مخجل.‏

وبهذه المناسبة سأشكر كل الأشخاص الذين تخلوا عن دعاواهم المقامة على الصحفيين ، وهم في حدود علمي كثيرون ، وأخص بالشكر العم الكريم أبا جواد من قرية الفوعة بمحافظة إدلب الذي أبدى شهامة عالية في موقفه مني أنا شخصياً ، بعد أن أخطأت بحقه على نحو غير مقصود طبعاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 834
القراءات: 978
القراءات: 882
القراءات: 1245
القراءات: 1263
القراءات: 1010
القراءات: 1432
القراءات: 907
القراءات: 1098
القراءات: 2054
القراءات: 1213
القراءات: 1049
القراءات: 1046
القراءات: 1442
القراءات: 1028
القراءات: 1135
القراءات: 1205
القراءات: 1249
القراءات: 1078
القراءات: 1300
القراءات: 1091
القراءات: 1243
القراءات: 1174
القراءات: 1230
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية