«ما أشبه اليوم بالأمس»، وإذا كان لابد لليوم من أن يشبه الأمس أميركياً فإن بعض الظن ليس إثماً، خاصة إذا كان يتصل بمقاربة ما تفعله واشنطن اليوم بما فعلته في تاريخها القريب سواء في الشرق الأوسط أو أميركا اللاتينية. والظن هنا أن واشنطن، وبالذات «الدولة الرأسمالية العميقة» فيها ..
وحتى بصرف النظر عن إدارة ترامب وإدارته وإرادته، أعدت سيناريو لحرب استنزاف طويلة الأمد تشابه حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، وربما لثمانين عاماً وليس لثمانية!
الظن هنا تحليلي محض وليس معلوماتي على الإطلاق، إذ ما معنى كل ذلك الشحن الطائفي بين دول الخليج ضد إيران لو لم يكن ذلك بنية تحتية لصراع عقائدي طويل .. حتى وإن زالت وتلاشت أسبابه المباشرة السياسية والاقتصادية، يستنزف الخزائن الخليجية .. وحتى الإيرانية على مر أيام الصراع، دون الحاجة إلى عقد صفقات تسلح وتذخير بين الفينة والأخرى .. صراع لا يسقط أنظمة سياسية ولا يتسبب بحروب عالمية، بل يسقط ثروات فحسب؟
وما معنى الإبقاء الأميركي على الاتفاق النووي الإيراني غير معلق أو مطلق كمسمار جحا سواء في الجدار الإيراني أو في الجدران الغربية، بعد سنوات طويلة من التفاوض الشاق والتوقيع، يحرض الخليجيين والإسرائيليين ويقلقهم على مدار الساعة ؟
وما معنى أن يؤتى بأمير غرّ أبرز سماته الجهل والطيش والرعونة ملكاً على السعودية، تتلبسه مثل سابقيه حمى شراء كل شيء بالمال من الأقلام ووسائل الإعلام وصولاً إلى الصاروخ والطائرة والمدفع، مروراً بجيوش المرتزقة الإفريقية والآسيوية؟.. أليس هذا الظن دون إثم؟؟