اذا كان ذلك صحيحاً , وهو صحيح بالطبع , فإن الشأن العام والهم الوطني , وفي هذه الحالة من الحصار التي تعيشها سورية اليوم , يصبحان شأناً فردياً وهماً شخصياً بامتياز , اذ يزول الفارق بين العام والخاص , ويذوب الفردي ويتماهى بالجماعي , لاسيما ان الاستهداف الخارجي المعلن لسورية ماعاد احجية تحتاج تفسيراً , ولا اغلفة من السلفان تحتاج تمزيقاً ليظهر مافي جوفها , فسورية الدور والمشروع باتت في سياق ذلك الاستهداف مرحلة في مشروع مقابل , مجرد مرحلة , ومطلوب , بل مفروض علينا جميعاً , الالتحاق بالمشروع المقابل اياه , بكل فئاتنا واطيافنا , لافرق بين واحد وآخر بيننا , الا بما يفيد في تنفيذ المشروع , مشروع التغيير الاميركي .
ليست المشكلة في المسطرة التي نقيس نحن الاشياء بها اليوم , بل في المسطرة التي نقاس بها وعليها , والتي تجعلنا مجرد ارقام على ذلك السلم المتدرج , الذي يراد لنا به التحول من حرارة المواصفة الى برودة الرقم , غير ان الامر لاينطوي على هذه القدرية الجائرة بحقوقنا جميعا كبشر وكأبناء وطن واحد , فثمة مخرج , بل لابد ان يكون ثمة مخرج , مهما كانت اللحظة التاريخية التي نعبر .. قاسية ومربكة وخطيرة ?
إنه ببساطة , التفافنا حول الوطن , اجل حول الوطن بما هو عليه وبمن هو متكون, ودون شروط , فكل تنازل ولقاء هنا حميد , وكل اختلاف وتنافر خبيث , شأننا شأن العديد من شعوب الارض ومجتمعاتها , حتى العدوة منها , يختلفون حول الطريق الى الوطن , لكنهم يتفقون بالمطلق على الوصول اليه ?
اجزم ان ماذهبت اليه هو الاهم بين احاديث الناس اليوم !