تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرهان على تفاهمات الأعداء!

الاحد28-7-2019
أحمد ضوا

لم يبالغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله إن علاقات بلاده مع تركيا تمرّ بمرحلة معقّدة لأن الدولتين تعملان على الاستثمار في الإرهاب لتحقيق مصالحهما

والتي تتسق في بعض الجوانب وتتناقض في البعض الآخر ولكن هذه العلامة مستمرة وهي أولى للبلدين من أي مصالح ضيّقة لأدوات آنيّة وظرفية.‏‏

ما أثير قبل أيام عن تفاهمات أمريكية - تركية حول سورية بدا انحصاره فقط في إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية والتدخل السافر في شؤونها الداخلية خلافاً للقوانين الدولية ولم يتمكّن الطرفان من إخفاء خلافهما حول الموقف من المليشيات الكردية حيث تريدها واشنطن حصان طروادة للاستمرار بالتدخل في الشأن السوري بينما تعارض أنقرة ذلك وتريد استبدالها بمليشيات إرهابية.‏‏

إن إخفاق الطرفين في التوصل إلى تفاهم في هذا الشأن حالياً ليس ناجماً فقط من تفاوت المصالح بل من القراءة المختلفة لكل من الطرفين لمستقبل المنطقة التي يتحاوران بشأنها في سورية خلافاً لكل القوانين الدولية والتي تريدها واشنطن «مسماراً» في وحدة الدولة السورية بينما تبتغي تركيا تحويلها إلى مجال حيوي للتأثير في العملية السياسية السورية والخاسر الوحيد هي الأطراف السورية المنخرطة مع كلا الدولتين والشعب السوري الذي يدفع ثمن إطالة أمد الأزمة في وطنه.‏‏

لا شك أن محاولة واشنطن الإيحاء بأن الاتفاق مع أنقرة يقرّب الحل السياسي في سورية، مجرد وهم وكذب وافتراء بل يطيل أمدها لأن أي حلّ سياسي لن يكون مستقرّاً إلا باستعادة سورية سيادتها على كامل أراضيها وضمان وحدتها، والقضاء على فلول الإرهابيين وعودة اللاجئين السوريين إلى أرض وطنهم بعيداً عن أي ابتزاز أو استغلال سياسي أو اجتماعي.‏‏

وهنا السؤال متى تعود بعض الأطراف السورية التي حوّلتها واشنطن وأنقرة إلى أدوات لإدامة أمد الحرب على بلادهم عن رهانها على أعداء سورية؟.‏‏

إن المشروع الأميركي في سورية يستهدف كل السوريين ولا يستثني أحداً ومن هذا المنطلق تكرّر الحكومة السورية دائماً دعوتها لبعض الأطراف التي انخرطت في هذا المشروع الخطير لإدراك تبعات استمرارها بهذا السلوك والتفكير بمصلحة الوطن والتوقف عن تحويل نفسها إلى وقود للمشروع الغربي الصهيوني الهادف إلى تفتيت الوطن السوري.‏‏

ومن المهم جداً أن يعي أولئك الذين يعوّلون على الوجود الأميركي والتركي في آن معاً أنّ اليوم الذي ستستعيد فيها سورية سيادتها ووحدة ترابها بات قريباً جداً ومن الأفضل لهم الاستدارة السريعة لمصلحة حاضنتهم الوطنية التي ستلفظ حين تحين الساعة كل من أصرّ على غيّه وحقده ووضع نفسه في خدمة الأجنبي المحتل.‏‏

لا تنطلق محاولة واشنطن عقد تفاهمات مع أنقرة حول شمال شرق سورية من مكمن القوة بل من إحساس وأدارك بتغير الواقع على الأرض في مصلحة الدولة السورية وكذلك الأمر بالنسبة للتركي الذي بات أمام خيارين إما القبول بالمشروع الأميركي التفتيتي للمنطقة بما يشكّله من مخاطر على وحدة الدولة التركية مستقبلاً أو الاستجابة لمتطلبات عملية أستنة وفي مقدّمها الانسحاب التام من شمال سورية والتعاون في عملية القضاء على الإرهاب في إدلب.‏‏

إن إعلان الجانبين التركي والأميركي عدم التوصل إلى تفاهم حول شمال شرق سورية يجب ألّا يكون محل اطمئنان وسعادة للأطراف المعوّلة على واشنطن فهي في حالة الاتفاق من عدمه مجرد معاول هدامة تكسر على رؤوس أصحابها بمجرد انتهاء وظيفتها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 697
القراءات: 792
القراءات: 670
القراءات: 748
القراءات: 674
القراءات: 664
القراءات: 678
القراءات: 648
القراءات: 743
القراءات: 773
القراءات: 720
القراءات: 724
القراءات: 786
القراءات: 706
القراءات: 1356
القراءات: 708
القراءات: 769
القراءات: 717
القراءات: 845
القراءات: 768
القراءات: 894
القراءات: 793
القراءات: 780
القراءات: 766
القراءات: 776

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية