تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرقص الأميركي على حبال الإرهاب!

إضاءات
الأربعاء25-5- 2016
أحمد عرابي بعاج

بذات الطريقة والأسلوب المراوغ الذي تتعامل فيه السياسة الخارجية الأميركية مع ما يحدث في العالم من حروب وكوارث وإرهاب، ترد على دعوة وزارة الدفاع الروسية... بالتهرب عن الإجابة أو تقديم إجابة خاطئة أو سوق مبررات لعدم التعاون مع روسيا والحكومة السورية في محاربة الإرهاب...

تدّعي محاربة الإرهاب في المنطقة وتشكل حلفاً ستينياً ضد تنظيم داعش الإرهابي كما تدّعي أيضاً زوراً وكذباً محاربة تنظيم القاعدة المتمثل بتنظيم النصرة الإرهابي في سورية، وتساهم في إصدار قرار من مجلس الأمن يصنف داعش والنصرة كتنظيمين إرهابيين ومن الواجب محاربتهما ومكافحتهما حتى القضاء عليهما.‏

لكن هذا شيء... والواقع شيء آخر في السياسة الأميركية فالادعاء بمحاربة الإرهاب لا يعني الالتزام به أو العمل على تنفيذ ما يتم الاتفاق بشأنه، وما يحصل من خرق يومي لاتفاق وقف العمليات القتالية دليل عملي على ما تدعيه واشنطن ولا تلتزم به، فالعصابات الإرهابية «معتدلة واشنطن» تتلطى خلف تنظيم النصرة الذي استفاد من وجوده في المناطق المختلطة مع المجموعات الإرهابية الأخرى التي لم تغير ولم تتغير، وأفعالها وأعمالها الإرهابية ما زالت واستمرت، ولكنها غيرت في الأسلوب والأدوات فقط بناء على النصيحة الأميركية لحلفائها ووكلائها بالمنطقة في كيفية تنظيم وضبط إيقاع الإرهاب والاستفادة من حالة اللا حل التي تفرضها ظروف وقف الأعمال القتالية وإدخال السلاح والدبابات والمسلحين عن طريق تركيا، وكذلك تعطيل وتسويف الحل السياسي الذي دل عليه بيان فيينا في اجتماعه الأخير.‏

واشنطن تسعى إلى تكريس حالة المراوحة في المكان وإبقاء الوضع على ما هو عليه والتهرب من فرص إيجاد الحل السياسي في سورية والابتعاد كثيراً عن ذلك بأي شكل وأي وسيلة كانت، وكلما حاولت موسكو دعوة واشنطن إلى محاربة الإرهاب تهربت وتذرعت بأنها لا تنسق مع موسكو في ذلك، وأنها تحارب الإرهاب على طريقتها.‏

إنها فعلاً تحارب الإرهاب على طريقتها، فهي وفق طريقتها ترغب في استمرار الإرهاب وتروج لمقولتها بأن محاربته والقضاء عليه تحتاج إلى عشرات السنين، وهي بالحقيقة تعمل على استمرار تمدده في المنطقة وزيادة فرص بقائه أكثر من محاربته أو القضاء عليه، وأقصى ما يمكن أن تقوم به هو محاصرته في مناطق نفوذ تحددها هي لخدمة مشروعه التقسيمي في المنطقة واستمرار الخراب والدمار للاستثمار فيه في البازار السياسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1856
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2257
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2499
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية